يعيش الشباب اليوم حالة من التخبط اللامنطقي والمعيشة غير المتكافئة قياساً بالظروف المحيطة بهم، حيث يقع على عاتقهم ما لم يقع على آبائهم وأجدادهم قديماً رغم تشابه الظروف في فترات كثيرة منها، إلا أن نتائجهم لا تعود عليهم كما كانوا يتوقعون وفي أحيان كثيرة لا تتغير، حينها يبدأ الكسل بالانتشار والتكاثر تباعاً، وعليه الانحطاط السلوكي والابداعي
معضلة الأسباب والنتائج قد تؤول إلى مصائب كبيرة، ناتجة عن القرارات الخاطئة والسياسات غير الصحيحة، بينما يجب على الفرد دراسة الأحوال الكاملة والظروف المتاحة وما هو ممكن وغير ممكن، بالنسبة لأي قرار يتم اتخاذه في حال كان واعياً للحالة العامة وأن الخط البياني له بدأ في الانحدار الشديد.
تخيل مثلاً أنه في عام 2018 اضررت لتغيير مكان إقامتك ونمط حياتك كلياً والسفر 3 ساعات وأكثر، لتقوم بتأسيس حياتك والبدء بالعمل والضغوط ومواجهة الحياة، في تلك الأثناء يكون القرار مبني بشكل صحيح، فهنالك أسباب واضحة وهنالك عوامل مساعدة للبدء في مرحلة تأسيس الحياة وخوض غمار التجارب، إذا كنت شخص سوري محظوظ وهذا نادر، فسوف تسير الأمور أفضل مما تتوقع، إلا أنه غير منطقي في ظل هذه الظروف، وعليه يجب عليك التكييف واتباع أسلوب حياة وحتى شخصية مرنة قادرة على أن تتعامل مع الظروف غير الجيدة والانحدارات حتى يمكنك الاستمرار لا أكثر.
في آواخر عام 2019 لم تجد ما يجعلك ثابتاً في حياتك الجديدة وهنا لأن تصورك عن الحالة قد يكون من "يوتويبا" خيالاً وليس واقعاً، الحل في هذه الفترة إما أخذ راحة والتفكير بشكل منطقي، أو العودة إلى مكانك القديم في القرية والبدء برسم مخطط جديد فيها، وفرضاً قررت البقاء فهنالك فترة عندما تتجاوزها ستتغير حياتك على الأقل على الصعيد الفكري، وإن لن تستطع الصمود فالعودة هي الخيار الأرجح، والسبب الوحيد هو الحصول على حياة مليئة بالراحة والمال، ولكن تذكر أنك أتيت من القرية لتأسيس الحياة واليوم تعود إليها !
بعد سنة ونصف في القرية والعمل في مشروع زراعي لم يجني لك مالاً كافيا نوعاً ما ولم تحقق أي خطوة في سبيل تغيير الشخصية وخلق ثغرة يمكن من خلالها البدء في مكانك الأصلي، هنا تعود لنفس الحالة التي واجهتك في المدينة، والتي هي عدم وجود أشياء تجعلك ثابتاً في مكانك، فتقرر العودة إلى نفس المنطقة التي كنت فيها والبدء من جديد ! إذا ماذا حصل ؟
الحياة عبارة عن علاقة وطيدة بين الأسباب والنتائج، فلن تحصل على نتائج جديدة طالما أنت بنفس التفكير بنفس الأسباب، ونفس طريقة الحياة، نفس الأفكار والأسلوب، وأحياناً يكون عدم التفكير في معضلة ما أساساً هو طريقة لتغير من نمط عادة الفكر لديك، واحتمالية أن تبدأ بالخطوة الأولى لترميم حياتك الماضية والبدء في تأسيسها يتوقف فقط على تغيير الأسباب.