في زمن الإنترنيت والتواصل الاجتماعي، انتشرت في الوطن العربي عدد من التطبيقات التجارية الربحية غير الأخلاقية إلى حد ما، لكنها تتيح لمستخدميها مع مرور الوقت مدخولاً مادياً إضافياً ينافس الظروف العنيدة التي يمر بها أي شخص في سورية وعدد من الدول إلا أنها تعتبر أيضاً وسيلة لتفريغ بعض الغرائز والتحرش اللفظي، بينما في الدول التي تمتاز بظروف معيشية أفضل فهي مجرد تسلية ووقت ضائع.

وخلافاً للعرف والتقاليد الدينية، أصبحت الملّة مرتبطة ببرامج السوشال أو الوظائف مثل " الفاشينستا والمودل والبلوغر والمؤرين واللايف ستايل" يعني أن "البلوغر" يتزوج " بلوغرية" وكذلك "التيكتوكر" يعقد قرانه على " تيكتوكرية" وعلى باقي المهن قس ذلك، ولا تستبعد أن يكون في المستقبل القريب بدلاً من قراءة الفاتحة في خطوبة البنت، أن يطالب أهل "المخطوبة" بـ 1000 تكبيسة و500 شير.

نحن كصحفيين معرضّين للخروج والتصوير في الشارع بأي لحظة، ففي إحدى المرات التقينا بفتاة، وتحدثت عن نفسها بأنها ممثلة، استغربنا كونها غير معروفة، وفي حوارنا معها تحت الهواء قالت أنها ممثلة ولديها ألف متابع على "فيسبوك" وهي ممثلة في المقالب والتحديات، الفكرة هنا بتطويع هؤلاء الشباب في خدمة تلك المنصات والمواقع والبرامج ضمن غسيل دماغ ممنهج ومخطط له.

وعلى سبيل المثل الأعلى يتطلع الشباب إلى مثلهم حتى لو كانت أفكار، فهم يرونها بصورة ذهنية متخيلة مخالفة للواقع، فيرتفع لدى الكثير سقف التوقعات والأحلام، وعليه الانحطاط وعدم الإبداع، تماماً عندما تقوم بإعطاء شخص لا يملك شيء شهرياً مبلغ 5000 آلاف دولار، وعليه فقط أن يكون ضمن بث مباشر لعدد من الساعات يومياً.

ازدادت أعراض "متلازمة التيك توك" بين فئات الشباب المراهقين، مع ترديد لبعض الحركات والكلمات ضمن ما يسمى "التريند" وبالرغم من اختلاف آراء الكثير من الأشخاص عن ماهية التطبيق بين الحلال والحرام والفوضى والشهرة والمحتوى، إلا أنه فرض التطبيق نفسه على أنه من أفضل التطبيقات ربحاً ومردوداً بتكلفة مادية صفر ليرة.

ويبقى السؤال حول مصير تلك البرامج مجهولاً تماماً إلى هذه اللحظة، وخاصة بغياب الرقابة عليها، وتفشي اللاأخلاقية والجنس، فهل سنى مجتمعاً يقّيم البشر بالمتابعين وعدد المشاهدات.