لطالما كانت طموحاتي أكبر من ظروفي، ولم أقتنع يوما بمقولة على قد لحافك من رجليك، < العمر لحظة > هكذا قالوا العمر يوم واحد.
إما أن تجرب فيه كل شيء، وإما أن يمر من دون جديد، فتصير مجرد نسخة مثل من سبقوك، ومن سيأتون بعدك جميعكم في باخرة واحدة، لم تحرك في المياه ساكناً.
الحياة مغامرة سباق ضخم أبطاله هم المغامرون العشاق الأصدقاء العائلة، كل من حولك أبطال القصة حياتك، فاجعل منها مغامرة لا تنسى، ربما تتعثر في طريقك بكلمات الإحباط وأصوات تعارضك و نظرات تنتقد ما تفعله.
في الحقيقة هي نظرات حاقدة على ما تفعله، فلم يعتد أحدهم الخروج عن النص المألوف وكسر القاعدة ومخالفة عادات القوم وأساليبهم.
منذ سنين نميل نحن البشر في الغالب إلى الحياة الروتينية الآمنة، والعيش في منطقة الراحة الخاضعة للسيطرة إلى حد ما، لكن تزورنا من وقت لآخر أفكار جامعة، تجعلنا نتوق إلى تجربة أمور جديدة، فيحدث صراع أزلي مألوف لدى النفس بين الرغبة في المغامرة والخوف من الفشل.
لقد منحنا طاقات عظيمة، نهدرها أحياناً من دون وعي لعدم معرفتنا بنقاط قوتنا، أو قسوتنا على أنفسنا من خلال وضع توقعات ضخمة تسهل علينا استشعار الأسوأ والتراجع.
ونظل مع ذلك نطرب للاستماع لقصص الخروج عن المألوف والجنوح إلى اللامعقول، وقصص نجاح اشخاص في كسر نمطية سردية اختياراتهم لأنهم اتخذوا قرارات شجاعة للمضي قدماً نحو تنفيذ أفكارهم، ولا يعني أنهم تغلبوا على الخوف بشكل تام، هم فقط تصالحوا مع القلق وتجاوزوا شعور عدم اليقين بالنتائج.
في هذا السياق، لماذا تسلم أنفسنا للعادة والآلية والروتين المكرر وننسى أننا أحرار فعلا من قال إنه يجب علينا العيش في دنيا تتيح لنا خيارين فقط؟ لماذا لا نبحث عن خيار ثالث، أو رابع، أو خامس بلاتمنا؟.
وهذا يعني أنه لا يجب علينا الاقتصار على الخيارات التي يتم تقديمها لنا، بل يجب علينا السعي لابتكار خيارات جديدة و ملائمة لنا.
في الواقع، تعد إمكانية خلق خيار ثالث أو حتى أكثر مهمة بشكل خاص في عالمنا المتغير والمعقد، فالعديد من الأشخاص يعانون من الشع بين اختيارين متناقضين، ولكن بالبحث والاستكشاف والابتكار يمكن تحقيق خيار ثالث يلبي احتياجاتهم ويرضيهم.
ما يعني أن لدينا القدرة على تحديد مسار حياتنا وصياغة خياراتنا الخاصة، وعدم الاقتصار على الخيارات التقليدية أو المعروفة فقط.
يجب أن تتذكر أننا نعيش في عالم متنوع ومتغير، وأن الخيارات المتاحة لنا ليست دائما كافية أو ملائمة.
فلماذا تنسى أن لنا أجنحة فلا نجرب أن تطير وتكتفي بأن تلتصق بالجحور بخوف وجبن؟
من الضروري يا صديقي أن تبدأ بالبحث عن خيارات جديدة ومبتكرة ومختلفة تلبي احتياجاتك وترضيك، وأن تكف ترهات مجتمعك عن سماء حرية اختياراتك، لكن تذكر أن خلق خيار ثالث يتطلب الشجاعة والابتكار والتحدي، ومن الممكن أن يواجه المعارضة والانتقادات من الآخرين، فكن مستعدين للتحمل والصبر والثبات على مبادئك وأفكارك التي تحب، والعمل باتزان وحكمة في سعيك لتحقيق خيار ثالث يلائم تطلعاتك لحياة مميزة فالحرية وكسر برمجات مغلوطة نشات عليها هما وجهان لسعادة واحدة.
عزيزي القارئ لا تخف أبداً من تجربة شيء جديد، لأن الحياة تصبح مملة للغاية عندما تضع حدوداً لنفسك، وتذكر أن السعادة طرقها كثيرة، لكنها بسيطة، تحتاج منا فقط أن تفكر لحظات، أن نعيد حساباتنا من البداية، هل ما خططناه لسير حياتنا عليه صحيح ؟ أم أن حياتنا تحتاج لشيء مختلف ؟