تعد طقوس رمضان جزءاً مهماً من التراث والثقافة السورية، تتجلى في العادات والتقاليد التي تعكس الروح الرمضانية السامية، ومع ظروف الحياة الصعبة التي يواجهها السوريون في الوقت الحالي، تراجع البريق السابق للطقوس والاحتفالات الرمضانية، وتلاشت رائحة السكبة الشهية المعتادة، التي ميزت السوريين في الماضي.

الثقافة الرمضانية السورية
لقرون عديدة، استعد السوريون لاستقبال شهر رمضان المبارك بفرحة ولهفة كبيرة، تزدان الأسواق بالتمور والمعمول والحلويات التقليدية المميزة لهذا الشهر الكريم. كما كانت السكبة، "وهي عبارة عن توزيع الطعام على الفقراء والمحتاجين"، جزءاً لا يتجزأ من روحانية رمضان، ولطالما تنافست العائلات في إعدادها وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.

تأثير الأزمة الاقتصادية
لم يعد رمضان مجرد شهر للصيام والعبادة، بل أصبح فيه الصبر والصمود فناً رمزية للسوريين، الذين يجدون أنفسهم في دوامة الأزمة الاقتصادية التي تجتاح البلاد، ترتفع أسعار الأغذية والمواد الأساسية، مما يعني أن السوريين يضطرون إلى المواجهة اليومية لتحديات "مطبخية" صعبة، بدلاً من التركيز على العبادة والاستعداد للإفطار.

تلاشي اللهفة والسكبة
مع تزايد الضغوط الاقتصادية، يواجه السوريون صعوبة في الحفاظ على نفس مستوى اللهفة والاحتفالية التي كانت متعارف عليها في هذا الشهر الفضيل، عاجزين عن الاستمتاع بالروحانية الرمضانية بنفس الطريقة التي كانوا يفعلونها في الماضي.

من اللهفة إلى الصمود في زمن الأزمة
تواجه الطقوس الرمضانية للسوريين تحديات جديدة جراء الأزمة الاقتصادية التي يعيشونها، تلاشت اللهفة والسكبة التي كانت تميز رمضانهم في الماضي، واستبدلت بمشاعر الاحتياج والقلق، ومع ذلك، يظل السوريون يحاولون الاحتفاظ بروحانية رمضان والتمسك بالقيم الإنسانية السامية التي تعكسها هذه الشهر المبارك.