يعيش الإنسان في ظل هذه الظروف التي تمر فيها البلاد بحالة من التقشف والقلّة، ويبدو ان هذا الظرف تعّود عليه الكثير، ولا حول لنا ولا قوة، لكن إذا كنت لا تعيش حياة على الأقل "مستورة" من المنطقي ان "تموت" بعد عمر طويل "ميتة" مخملية.
اليوم في دمشق وصل سعر القبر "سوبر ديلوكس" تربة جديدة ليست بمستعملة بـ 150 مليون ليرة، طبعاً على العظم، بدون رخامات وحفر و وروج وريحان وغيره، كما يوجد لدى "سماسرة" القبور مقابر بسعر أقل تصل إلى 100 مليون ليرة، وتكون عبارة عن طوابق، طبعاً هنا تختلف جهة القبر " والكسوة" تخيل أن يصل الحال إلى " السخرية" من قبور الموت التي من المفترض أن تكون أخر ديار آمنة لمن نحب ونفارق.
والفكرة أن سعر القبر الذي وصل لهذا الرقم، لو قام أهل المتوفي أو أصدقائه أو أي كان ممن سيدفعون ثمنه بإعطائه للمتوفي لكان قد عاش حياة أفضل وكريمة أكثر.
وأما بالنسبة للريف والضواحي البعيدة عن دمشق، فسعر القبر كالعقارات تصبح أرخص ثمناً ولكن هنا يزيد الفرق عن 35 ضعف، وذلك بحسب صحيفة "الوطن" السورية، إذ يتراوح سعر القبر في تلك المناطق بين 4 و 10 مليون ليرة فقط، والسبب في ذلك "تجار القبور".
بالمقابل، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد كوسا " لصحيفة الوطن" أن انتشار هذه التجارة نتيجة الإغراء المالي وقلة العرض بحسب تعبيره، مقابل كثرة الطلب في ظل محدودية المساحات المخصصة للدفن وعدم إمكانية التوسع لتأمين قبور جديدة.
وأشار كوسا إلى أنه نتيجة للظروف الاقتصادية وتدني الحالة المعيشية والدخل لجأ بعض الأشخاص إلى بيع قبورهم واعتبارها أحد الموارد الاقتصادية لتعويض موارد معينة في ظل تدني الظروف المعيشة وارتفاع الأسعار متجاهلين الجانب الاجتماعي والديني والتوجه نحو دفن موتاهم في مقابر ضواحي دمشق لكونها أرخص سعراً، وذلك استغلالاً للطلب الكبير سعياً لتحقيق أرباح مادية كبيرة.