مقالات متنوعة

الشتاء برعاية "أبو الحلول"

post-img

أغطية وعبوات، أكياس بلاستيكية معبأة بماء ساخن، هي وسائل التدفئة الجديد لمعظم السوريين، إذ استغنوا عن جميع الوسائل المعروفة سابقاً، واستعاضوا عنها بالوسائل البدائية أو ما يجدونه في الحاويات من بلاستيك وبقايا نباتات نظراً لارتفاع أسعار المدافئ أولاً ومن ثم الوقود اللازم لتشغيلها من مازوت وغاز وحطب وانعدام الكهرباء.

يؤرق فصل الشتاء السوريين لما يحمله من أعباء ومعاناة، إذ لم يعد وقود التدفئة في متناول اليد لدى الجميع، كما أن الأوضاع المعيشية تلقي بثقلها عليهم، مرغمة إياهم على البحث عن بدائل قد تكون خطيرة وذات ضرر على صحتهم وصحة أطفالهم، إذ يرتفع سعر الوقود بشكل كبير، والبدائل المتاحة باهظة الثمن أيضاّ.

حيث بلغت نسبة من يعتمد على المازوت في الشتاء 15% فقط، إذ "يترفهون" بما يخصص لهم سنوياُ وفق ما تتيحه البطاقة الذكية، أي على 50 لتراً مدعوماً سنوياً، بتكلفة 110000 ليرة سورية، ليتجهون بعد نفاذها إلى السوق السوداء ويدفعون ما يقارب ال 12 ألف ليرة للتر الواحد، كما أن أسعار الحطب بدورها باتت مرتفعة وخرجت من دائرة القدرة الشرائية لشريحة واسعة من السوريين، حيث يبلغ سعر الكيلو الواحد حوالي 5 آلاف ليرة، أي تحتاج وسطياً 150 ألف ليرة شهرياً حسب الكمية التي ستشتريها ، في حين لا تكفي "الخرجية الشهرية" الملقبة بالراتب لتحمل أعباء مصاريف الخيارين أصلاً.
ومن المعروف حالياً أنّ أسعار المشتقات النفطية التي تحددها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أعلى من متوسط الأسعار العالمي، بما لا يقل عن 20%.

والمترف هنا يعتمد على الغاز والكهرباء في المناطق الأقل تقنيناً بنسبة بلغت 5% فقط، من الممكن أن يتوجه ميسور الحال لشراء الحصائر الكهربائية "على "عيبها".

كما شاهد السوق السوري الاتجاه لشراء مدافئ تعمل على الكحول على الرغم من من خطرها وسرعة اشتعالها وتسببها بافتعال الحرائق، فيما تبدأ أسعارها من 60 ألف ليرة سورية، وصولاً إلى 350 ألف، ولتر "السبيرتو" 18 ألف.

أما المتبقون، وهم أكثر من 55% فيعتمدون على أدوات بدائية في التدفئة كالأغطية ، أو يضعوا "تنكة" ويملؤونها ببقايا الأخشاب أو الأوراق والمواد البلاستيكية، وقد انتشر استخدام "الجلة" وهي "روث الحيوانات" أو "البيرين" وهو ناتج عصر الزيتون كبدائل وهؤلاء أغلبهم في القرى.

فيما لجأ مواطنون إلى استخدام "أكياس المياه الساخنة"، وتتراوح أسعار كيس المياه الساخنة بين 35 ألف ليرة سورية، و190 ألف ليرة.
لكن الجودة هنا معروفة، ومن الممكن أن يذوب هذا الكيس بعد مرات قليلة من الاستخدام.

وفي خضم الأوضاع الاقتصادية الراهنة، والشح الكبير من المحروقات، أُجبر معظم السوريين لتغيير عاداتهم وتقاليدهم بما هو مرتبط بوسائل التدفئة لمواجهة بطش الشتاء، والأكيد أنهم اليوم لا يعتمدون على وسيلة واحدة فيستخدمون المازوت تارة أوالحطب والأغطية، "حسب الظروف".

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".