في قطاع غزة، تتفاقم المأساة الإنسانية بسرعة هائلة، حيث يواجه سكانها الأبرياء معاناة لا يمكن تصورها، يواصل العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 164 يوماَ أسفر عن ارتفاع مأساوي في حصيلة الشهداء الفلسطينيين، حيث بلغ عدد الشهداء أكثر من 31 ألفًا و700 شهيد.

تفصيل الأحداث يدهش العقول ويجعل القلب ينزف، فقد تم توثيق وقوع ثماني مجازر فظيعة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة وحدها، حيث فقد 81 شخصاً حياتهم وأصيب 116 آخرون. وما يفاجئ أكثر هو أن هناك أشخاصاً لا يزالون تحت أنقاض المباني المدمرة وعلى جوانب الطرقات، ويعجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم لإنقاذهم وتقديم الرعاية الطبية.

لكن المأساة لا تتوقف عند هذا الحد، فالمجاعة تجتاح القطاع بسبب انعدام المساعدات الإنسانية الضرورية، يقول الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن إسرائيل تخلق مجاعة في غزة، وهي تستخدم الجوع كسلاح في حربها ضد الفلسطينيين الأبرياء. يشير بوريل إلى أن آلاف الأشخاص يعانون من الجوع وتأثيراته القاسية، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يظل مكتوف الأيدي أمام هذا المأساة الإنسانية.

هناك حاجة عاجلة لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة، حيث يعيش أكثر من 2.4 مليون نسمة في ظروف قاسية، الأمم المتحدة تحذر من أن الغالبية العظمى منهم مهددون بالمجاعة.

ومن المرير أن نذكر أن 27 طفلاً بريئاً فقدوا حياتهم بسبب سوء التغذية ونقص حليب الأطفال شمال غزة. هذه الأرواح البريئة تضحية لعدم توفير الإمدللغذاء الأساسي لهم.

عندما نلقي نظرة على الوضع الراهن في غزة، لا يمكننا إلا أن نصفها بأنها لم تعُد مجرد "سجن مفتوح"، بل أصبحت مقبرة مفتوحة تحت ضغط العدوان المستمر والمجاعة المستعصية.