في خضم ادعاء الدول الغربية عجزها عن ردع جرائم إسرائيل، إضافةً لعجزها عن اجتياز حدود الشجب الباهت والإدانات التّي لا جدوى منها، تستمر سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية وانتهاكها للقوانين الدولية.
وبين المجتمع الغربي الداعم للعدوان الإسرائيلي وانتهاكات الكيان بحق بعض الدول من خرق للسيادة والسلامة والأمن القومي، يتسابق الاثنان على لقب "الأقذر"، وكان آخرَها عدوانٌ إسرائيليّ استهدف مبنى سكنياً في منطقة المزة ضمن العاصمة دمشق، راح ضحيتها عددٌ من الشهداء المدنيين وضباط إيرانيين.
يبدو أنّ "الاثنين" الماضي، والذي استهدفت فيه إيران مقرّاً للموساد الإسرائيلي في أربيل بالعراق، هزّ شوكة الاحتلال ونال منها، فما قام به الكيان الإسرائيلي يوم أمس، هروبٌ للأمام، ومحاولة توسيع دائرة العنف في المنطقة للتغطية على الهزائم التي لحقت به في غزة أمام المقاومة الفلسطينية.
وحول الردّ الإيراني على الغارة الإسرائيلية في سورية، أوضح المحلّل السياسي السوري الدكتور كمال جفا لـ "داما بلاتفورم" أن هكذا صراعات تقودها دول، لا تتم بردّات فعل سريعة وعشوائية، لأنها حربٌ استخباراتية ميدانية اقتصادية اجتماعية متعددة الأوجه وطويلة ومكلفة لكل الأطراف، وسيكون الرد الإيراني مؤلماً لكن في أي منطقة وعلى أي مستوى، هذا ما ستقرره القيادة الإيرانية.

وبحسب جفا فإن هذه العملية وما سبقها من عمليات اغتيال سابقة لا تؤدي الى انفجار الأوضاع العسكرية على نطاق واسع، لأن هناك قضايا أكثر إيلاماً لإيران قامت بها إسرائيل ولم تؤدي إلى اندلاع حرب واسعة في المنطقة، مؤكداً بأنها ستؤدي إلى عمليات ردّ متوازنة ومنضبطة من الجانب الإيراني.

أما بالنسبة لنوايا "إسرائيل" أكد جفا بأن الكيان يريد توسيع الحرب وتحقيق انفلات في الأوضاع داخل المنطقة، لكن بمشاركة وانخراط أمريكيّ كامل في أي حرب قادمة، ولكن في ظل الانكفاء الأمريكي عن خوض هذه الحرب، وفي ظل عدم الوصول إلى نهايات سعيدة كما خططت إسرائيل أثناء عدوانها على قطاع غزة لا يبدو أن هناك موعد محدد لتحقيق الأهداف الاسرائيلية والمتمثلة بتوسيع رقعة الحرب.

وفي النهاية، يظهر جليّاً أنّ ما تصبو إليه إسرائيل من اعتداءاتها المتكررة على سورية، هو محاولةُ جزّ البلاد في المواجهة الحالية، وتوريطها في حرب إقليمية، ومحاولة ثني عزيمة المقاومة الايرانية الّتي تهدف إلى محاربة الإرهاب بشتّى أشكاله وأنواعه.