تنتهي جلستك التي دامت قرابة الساعة، ليعلن القاضي طلاقكِ وانفصالك بشكلّ نهائيّ، فتخرجين مسرعةً لكيلا يخونك الوقت، فأمامك التزمات وترتيبات وتحضيرات، من أجل حفلة طلاقك!.
في الوقت الذي دقت فيه العديد من البلدان العربية نواقيس الخطر، من ارتفاع مخيف لنسب الطلاق، كانت العديد من النساء يقررن أنواع المشروبات والمأكولات التي سيقدمهن للمدعوين إلى حفلة طلاقهن.
يبدو أن التعافي والرغبة في الانتقام والشعور بأن حدثاً مؤلماً لم يحدث في حياتهن من الأمور التي دفعت النساء للاحتفال بالطلاق.
ترى مدربة العلاقات الكاتبة تارا آيزنهارد أنّ الطلاق هو فرصة للتعلم والشفاء والنمو، وتشجع عملاءها على القيام بشيء ما، سواء كان "حفلاً أو تجمعاً بسيطاً"، وتقول "إن إقامة حفل يساعد المطلقين على بداية جديدة وهم يشعرون بدعم الأسرة والأصدقاء".
في حين ترى المستشارة في الصحة السلوكية جوليا هوجان، أن الاحتفال بنهاية العلاقة مع طرف ما يتعارض مع مشاعر الغضب والأذى والحزن المرتبطة عادة بالطلاق والتي من شأنها التأثير على النساء أكثر من الرجال، مؤكدةً أن هذا النوع من السلوك قد يوفر شعوراً مؤقتا بالانتقام لكنه لا يساعد في معالجة المشاعر السلبية.
وفق ما أشارت إليه العديد من المصادر، فإن فكرة حفل الطلاق، تعود بالأساس إلى الياباني هيروكي تيراي، الذي كان متعهداً لهذه الحفلات، وسرعان ما انتشرت بعد ذلك هذه الفكرة إلى عدة بلدان ودول غربية، وحطت أخيراً في العالم العربي، وهذا ما فاقم من مخاوف العديد من الجهات في المجتمعات العربية، التي تشهد بلدانها ارتفاعاً مقلقاً في نسب الطلاق، والتي تزيد عن 500 حالة يومياً.
ووفق آخر إحصائيات لعام 2021، سجلت السعودية 7 حالات طلاق كل ساعة، أي بمعدل 162 حالة يومياً. فيما سجلت تونس 940 حالة طلاق شهرياً، أي بمعدل 4 حالات كل 3 ساعات، و بلغت حالات الطلاق فى الجزائر 64 ألف حالة سنوياً، أي بمعدل حالة كل 12 دقيقة، أما فى الأردن فقد وصلت حالات الطلاق إلى 14 ألف حالة طلاق سنويا.