يعيش أطفال قطاع غزة تحت وطأة ظروف إنسانية صعبة، تعززها المحاصرة الطويلة والأزمات الاقتصادية المستمرة، يواجهون تحديات يومية تتجاوز حدود الطفولة، حيث تلتهم الحروب والحصار الحياة اليومية لهؤلاء الأبرياء، محدثةً تأثيرات نفسية وجسدية طويلة الأمد.

وفي خضم تصاعد وتيرة الاعتداءات على غزة من قبل الكيان الإسرائيلي ولا سيما الانتهاكات التي تطال الأطفال في القطاع، احتشد ناشطون من حركة السلام الأخضر في إسبانيا أمام متحف الملكة صوفيا في مدريد، حيث قاموا بعمل فني جريء يجمع بين لوحة فنية للفنان العالمي بابلو بيكاسو وصورة مؤثرة لطفل من غزة.

تسلّق الناشطون واجهة المتحف الشهير في العاصمة الإسبانية لتعليق لافتة ضخمة تحمل صورة لطفل من غزة يبكي بسبب الدمار الذي خلّفته العمليات الإسرائيلية في القطاع، إذ استخدموا لافتة تحمل رسم توضيحي للرسام الأميركي شيبرد فيري (أوبي)، مأخوذاً من صورة التقطها المصور الفلسطيني بلال خالد، يظهر فيها الطفل وهو يطلق صرخة من أجل النجاة من ويلات الحرب الإسرائيلية.

وعلقت اللوحة الفنية، التي تبلغ مساحتها حوالي 60 متراً مربعاً، على واقع الأطفال في غزة بعبارة "هل تسمعونا؟"، في رمز واضح لصرخة الأطفال الفلسطينيين. وحملت اللوحة رسالة تقول: "أوقفوا إطلاق النار الآن"، في إشارة إلى العدوان الإسرائيلي الذي يستمر في قطاع غزة منذ أكثر من 113 يوماً.

تأتي هذه الفعالية كجزء من حملة للتضامن مع الشعب الفلسطيني والتنديد بالظلم الذي يتعرض له أطفال غزة، إذ يسعى الناشطون إلى جذب الانتباه العالمي إلى معاناة الأطفال في المناطق النزاع والضغط لوقف العنف وتحقيق السلام في المنطقة.