فيلم سينمائي يبحث في دواخل المرأة وما تعانيه في مكنونات قلبها وروحها خصوصاً أثناء الحرب.
البحث في دواخل المرأة وما تعانيه والغوص في مكنونات قلبها وروحها، كانت العنوان العريض للفيلم السينمائي “سوناتا الضجر” الذي انتهى المخرج السينمائي علي العقباني من عمليات تصويره مؤخراً، وقد اختار العقباني عبر فيلمه الغوص في عوالم المرأة وإرهاصاتها النفسية، وفضل العزف على أوتارها الداخلية برؤية أقرب إلى السيمفونية.
وحول معنى العنوان، فالمعروف أن "السوناتا" هي مقطوعة موسيقية تُعزف بآلة واحدة صولو أو أكثر، وتتألف من ثلاث أو أربع حركات موسيقية، والضجر هو تلك الحالة النفسية والاجتماعية التي يصل إليها المرء وتتمثل في فقدان الأمل والوحدة والانغلاق على الذات والنظر إلى العالم نظرة مختلفة، وهنا كان العنوان دلالياً وربما كان شعرياً للدلالة عما يريد الفيلم أن يقوله.
وتدور فكرة الفيلم حول المرأة السورية ومواجهتها للمجتمع، وما عاشته وكابدته قبل وأثناء وبعد الحرب ، حيث أن المرأة هي المتضرّر الأكبر من الحروب ومآلاتها البشعة، إما أن تكون فقدت أبا أو أماً أو زوجاً أو أخاً، لتعود وتصارع الحياة من جديد محاولةً إنقاذ ما تبقى منها، ومن هنا انطلق المخرج في صياغة موضوع فيلمه.
وحول حيثيات الفيلم، يوجد ثلاث نساء يعشن في بيتٍ واحد بلا سند، وحيدات مستوحشات، وكلّ امرأة منهن هي حالة مختلفة في طريقة تفكيرها وسلوكها ونظرتها للحياة عن الاخرى، وهنا تزداد الحاجة لسند ومعيل سواء كان أخاً أو زوجاً أو أبّاً، ومن هذا المنطلق نلاحظ أن تلك الحالة التي تعيشها فتيات تلك العائلة داخل هذا البيت ليست فردية، وإنما تعبير عن حالة انتشرت وتعاني منها البلاد التي تتعرض للحروب وتفقد شبابها موتاً أو رحيلاً.
دارت أحداث الفيلم ضمن بيت في مدينة دمشق، وبرغم أن الأحداث لا تخرج من البيت، لكنّ تأثير الخارج عليه واضح بشدة، وعلاقته مع الخارج واضحة وطالما أن الحديث عن المرأة ووحدتها ووحشتها وحياتها ضمن المنزل، اختار المخرج النساء من أعمار مختلفة، وهنّ بحسب الفيلم ما تبقى من أسرة في بيت عصري.
ومن الجدير بالذكر أن الفيلم احتضن مجموعة من الممثلات الواعدات، حيث لعبت دور النساء كلاً من الممثلات: سلمى سليمان، لارا سعادة، مرح زيتون والطفلة شهد الشطة، واشتغلت على تنظيم ديكور المنزل المهندسة ريم المغوط وفريقها.
متابعة: راما علبه
