يضطرُ العديد من العمال المتقاعدين إلى الالتحاق بعمل مجدداً بدلاً من الراحة، بعد أن قضى معظمهم سنوات طويلة تزيد على ٣٠ عاماً وهم يخدمون في مؤسسات الدولة، فالحالة المعيشية لم تعد تسمح لأي أحد بالجلوس من دون عمل حتى لو أحيل على التقاعد.
يضطر الكثير من المتقاعدين في سورية للعودة إلى العمل من اجل إعالة أبنائهم الذين مازالوا يدرسون، فمتطلبات العلم لا تنتهي، من أجرة المواصلات وثمن المحاضرات ومصروفات جانبية من جهة، و مصاريف المنزل من طعام وشراب وملابس وأدوية، كل ذلك ولم يعد الراتب التقاعدي يكفي إلا لعدة ساعات من جهة أخرى.
علاوةً على ذلك، ليس جميع المتقاعدين الّذين قرروا العودة لعملهم، يعودون إلى مهنهم الأساسية، فكثيرون يضطرون للعمل في مهن مختلفة لأسباب كثيرة تمنعهم من مزاولة عملهم القديم، مثلما حصل مع "منى" وهي ممرضة متقاعدة، لا تستطيع أن تعمل في اختصاص آخر سوى عملها، لكنها اضطرت للبحث عن عمل جديد لإعالة أبنائها.
وغيرها الكثير ممّن كانوا موظفين حكومين، نراهم الآن يعملون سائقون على سيارة أجرة بعد التقاعد، وذلك لأن الوضع الاقتصادي سيء ولا يسمح لأحد بالجلوس في المنزل.
وجدير بالذكر أن مزاولة العمل بعد التقاعد تعود لأسباب اقتصادية كزيادة في الأسعار وغلاء المعيشة، وبالتالي فإن مواصلة العمل أمرٌ ضروري لتغطية الاحتياجات اليومية نظراً لضعف راتب التقاعد، والجانب الآخر الّذي يدفع الكثير من المتقاعدين لاسئناف العمل حتّى لو كان بغير اختصاصهم هو الابتعاد عن الاكتئاب والشعور بالملل والعزلة.