في الوقت الّذي تتفاقم فيه أعداد الشباب العاطلين عن العمل، تظهر شركات مستحدثة تتوّسع وتبحث بصورة ملحة عن موظفات فقط، لتبدأ الأسئلة تتوافد حول إذا ماكنت تلك الشركات الناشئة تسعى إلى تحقيق توازن حقيقي بين الجنسين، أو أنّ هناك رؤية أعمق تراودها وتدفعها لاختيار التوظيف النسائي الحصري.

أفادت مصادر رسميّة بأنّ شركة في دمشق – دون أن يتطرّق المصدر إلى اسمها–تعلن عن افتتاح فرعها الثاني، وتطلب رفد كوادرها من الإناث حصراً للعمل كموظفة سكرتاريا واستقبال، من دون أي خبرة برواتب جيدة جداً تصل إلى أكثر من مليون ليرة، إضافة لمواصلات مؤمنة وحوافز، إضافةً إلى ان يكون عمر الفتاة 35 عاماً.

وبحسب المحلل الاقتصادي السوريّ عمار يوسف، أن استقطاب الإناث للعمل دون الذكور أمر طبيعي وهو ليس ظاهرة، وإنما نتيجة في هذا الوقت فأغلب الشباب مشغولون، كما إن مثل ذلك المبلغ المليون لا يكفيهم لإطعام أسرتهم، على عكس الفتاة فهي غير ملزمة بالإنفاق على عائلتها وهذا المبلغ يكفيها كمصروف شخصي لها.

إضافةً إلى أن أغلبية الشباب يسيطر عليهم هاجس السفر حالياً، فالموضوع ليس استقطاباً للإناث وإنما خروج الشباب من سوق العمل وزجّ الإناث في السوق.

من جانب آخر، فإن يوسف يؤكد بأن الفتيات اليوم يتعرضنّ للكثير من المضايقات والتحرّش من ربّ العمل الّذي يمارس التصرفات غير الأخلاقية معهن، مستخدماً الراتب الّذي يقدمه لهنّ سلاحاً بيده.

وجدير بالذكر أنّ هناك حقاً مواقف تحدث، حيث يتعرض البعض من النساء للتحرّش، ولكن هناك أيضاً نساء يعرفون كيف يواجهون هذه التجاوزات بكل قوة ويحافظون في الوقت نفسه على أخلاقهم واحترامهم الذاتي، بالمقابل، هناك نساء قد يكونون ضعفاء في مواجهة هذه الأفخاخ ويصبحون فريسة وفخّ سهل التصيّد والنتائج بالطبع تكون سيئة.