حين تطلق على صديقك لقب" خاروف"، فأنت بذلك تمدحه لا تذمه، "فالخاروف" هو سيّد الموقف الآن، وملك عصره، وأسعاره في سورية خير دليل وشاهد على ما ذُكر.
فقد تجاوز سعر الخروف الحيّ في سورية عتبة أربعة ملايين ليرة، وسط استنكار شعبيّ وصدمة كبيرة لأنّ الكارثة تكمن مابعد الصدمة، والّتي ستحول "اللحم" إلى حلم صعب المنال للكثير من العوائل السورية.
وحول الأسباب، يرجع أحد مربي الثروة الحيوانية ارتفاع الأسعار، إلى ارتفاع تكاليف التربية، فالرعي ليس وحده كافياً لتأمين احتياجات القطيع، لذلك لا غنى عن الأعلاف التي تضاعفت أسعارها بشكلّ جنونيّ.
فضلاً عن أجور النقل والأدوية البيطرية وغيرها من التكاليف الّتي أدت لارتفاع أسعار المواشي، بالإضافة إلى أن الفترة الحالية من العام تعدّ فترة تحضير للولادات، لذلك يقلّ طرح الإناث للبيع، ما يخفف من العرض قليلاً في الأسواق.
لتنعكس "السيرة كلها" على سعر اللحوم الحمراء بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين وخروج شريحة واسعة من نطاق استهلاكها، حيث شهد كيلو اللحم ارتفاعاً بنسبة 15% في أقل من شهر، ليصل إلى مايزيد عن 170 ألف ليرة.