الذكورية السامة هي مصطلح يستخدم لوصف سلوكيات الرجال التي تؤذي الآخرين وتؤدي إلى تعزيز السلطة والتفوق الذكوري على حساب النساء والرجال الآخرين، وتعتبر هذه السلوكيات جزءا من الثقافة السامة التي تنشر الفكرة الخاطئة بأن الرجولة تعني القوة والعنف والسيطرة.
طوق يخنق !
يتم تعليم الرجال عبر البرمجيات النمطية المجتمعية عن كيفية التصرف والتفكير والشعور بأنفسهم، وتمجيد القوة والسيطرة والتفوق الذكوري.
وتعتبر هذه البرمجيات النمطية السبب الرئيسي وراء ظهور الذكورية السامة وتحولها إلى مشكلة اجتماعية يعاني منها العديد من الناس.
كما تتضمن سلوكيات مثل التحيز الجنسي والعدائية الجنسية، والتحرش الجنسي، والعنف الجنسي والعنف الأسري، وتعتمد هذه السلوكيات على فكرة السيطرة والقوة التي اعتادوا عليها.
أنثى تشتكي !
يتعرض الرجال والنساء على حد سواء لآثار الذكورية السامة، وكثيراً ما تتحمل النساء وزر هذه الذكورية المقيتة على أساس النمطية الجنسية والتمييز الذي يعتمد على نمطية مقرفة، دائماً ما ترسم في ذهننا أن المرأة ضعيفة وبحاجة دائمة للحماية، أما الرجل ولد ليكون الحامي والمسيطر المهيمن بسبب الاستحقاقات غير المجدية التي منحها المجتمع له، وهذا النمط التفكيري يؤدي إلى تفاقم العنف ضد النساء والتمييز الجنسي، ويؤثر على صحة الرجال وعلاقاتهم الاجتماعية والعاطفية.
ومن أكثر العوامل التي تساهم في ظهور الذكورية هي التربية السامة التي يتلقاها الرجال في المجتمعات التي يعيشون فيها، والتي تشجع على إظهار القوة . والسيطرة والانفصالية، وتحرمهم التعبير عن العواطف الإيجابية وتعلمهم عوضاً عنها قمع العواطف والضعف والتفوق الذكوري على حساب الآخرين.
مع وقف التنفيذ !!
لحل مشكلة الذكورية السامة، يجب تعزيز التوعية حول النمطية الجنسية والتمييز الجنسي.
كما تشجيع الرجال على التعبير عن العواطف وتطوير العلاقات الاجتماعية والعاطفية الصحية، ما ينعكس إيجاباً على تغيير أفكارهم وسلوكياتهم لتحقيق التوازن بين القوة والعطف، وبين السيطرة والاحترام.
عليك عزيزي أن تكون مشاركاً في النضال في وجه العنف ضد النساء والتمييز الجنسي، ودعم الحركات التي تدعم لتحيق التكافؤ بالفرص بين الجنسين، باعتبارها شريكتك، لا جاريتك.
من الضروري أن نتحرر من فكرة الذكورية السامة وأن نتبنى مفهوم الرجولة الحقيقية، ما سيجعلنا نتمتع بعلاقات أفضل وأكثر صحية.