مقالات متنوعة

سيناريو الطبيب والصيدلي والمواطن

post-img

هلكَ الْمُداوِي والْمُداوَى وَالَّذِي صنع الدواءَ وباعهُ ومن اشْترَى، فلمن يشكي المريض علّته، واليوم تحت هذه الظروف لم يعد للحكيم أو المجرب نفعاً.

 

وعلى غرار مفهوم الشفاء، إذا كنت شخصاّ تعاني من أي عارض صحي، فمن الطبيعي أن تذهب للطبيب، في حال لم تشخص المرض بنفسك وتوصف الدواء وتأخذه لوحدك لأن الذهاب إلى الطبيب وطرح السؤال عليه، سيكلفك الكثير وبدلاً من المعالجة تزداد الحالة سوءاً.

أخبرني أحد الأصدقاء أنه في زيارة روتينية للطبيب للقيام ببعض الفحوصات الدورية لوالدته، طلب منهم الدكتور بعض التحاليل، فقام الأخير بالفحوصات اللازمة والعودة في اليوم التالي إلى الطبيب نفسه ليرى نتائج التحاليل، إلى هنا القصة طبيعية، لكن من غير الطبيعي ان يطلب الطبيب الكشفية مجدداً، وهي اليوم ذات قيمة بالنسبة للمواطن حيث وصلت للـ 75 ألف ليرة سورية.

اليوم يبلغ متوسط الكشفيات في العيادات السورية 50 ألف تقريباً وتزداد بحسب الاختصاص لتصل إلى 100 ألف ليرة، وبحسب تلك الأسعار فإن الأطباء يبررون ذلك لزيادة الضرائب المترتبة عليهم، لترتفع الضرائب ويدفعها الطبيب ويأكلها المواطن.

شريحة الأطباء المتبقية تنازع في البلاد على راتب يستحي الكثيرين منهم قوله، لأنه من المعيب أن يكون الطبيب في الخارج يوميته تقريباً " براتب" دكتور في البلاد، هذا إذا ما قسنا ساعات العمل والجهد المترتب على الطبيب نتيجة هجرة الكثير منهم والتي تسببت بالضغط والمهام الزائدة عليهم
، لذلك في الفترة الأخير نلاحظ زيادة الأخطاء الطبية، وإذا استطاع المواطن أن يهرب من الطبيب في حال "كان مخبي قرشين"  فإنه لن يستطيع الإفلات من الصيدلية التي صارت عبء أكثر من الطبيب نفسه، "والروشيتة" أصبحت مرض لا علاج له إلا الدفع، ولا علاج للدفع إلا المال، ولا علاج للمال إلا 24 ساعة عمل.

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".