مقالات متنوعة

"بلا عشاء" ومع "فلافل" 612 ألف ليرة

post-img

يعيش المواطن السوري يومه بلا عشاء، ليس خوفاً من "الكرش" لا سمح الله، بل لما يترتب عليه من تكاليف إضافية، فعشاء اليوم يحرم من فطور الغد.

 

وبين العمل ومتاعب الحياة وظروفها، يبقى هم المواطن "ماذا سنأكل؟" ورغم الخيارات المحدودة لشخص عازب، وحتى لعائلة من عدة أشخاص، إلا أن ثلاث وجبات في اليوم أمر طبيعي وصحي، لكن بالنسبة للعازب الأمر مختلف.

وبحسبة صغيرة لقيمة المدفوعات الشهرية التي يتكبدها العازب السوري، وهي أمور يدفعها على رأس الشهر كمصاريف ثابتة، في حال كان مستأجراً لوحده في أحد المناطق السكنية العشوائية، وهنا فرض لا خيار لديه، فأقل غرفة شهرياً تكلف 200 ألف ليرة، إضافة إلى 15 ربطة خبز بالشهر على حساب أنه معتدل بالطعام، فيدفع شهرياً حوالي 60 ألف ليرة، وأما باقات الإنترنيت "حدّث ولا حرج" أقل باقة سعرها 40 ألف في حال كان الاستهلاك معتدلاً.

يعني قيمة التكاليف الشهرية المجبر على دفعها 300 ألف ليرة سورية، وهذه لا مجال للمناقشة فيها.

أما عن المصروف اليومي، فيحق لأي شخص أن يبدأ يومه بفطور ويتوسطه "الغداء" ويختتم النهار بعشاء خفيف، وهنا أشك بالأخير، وعلى سبيل المثال وربما الحصر، يحتاج الشاب السوري إلى بيضتين يومياً سعرهما 4400 ليرة "حالياً" وبالشهر 132 ألف ليرة سورية.

وبالنسبة "للغداء" وبحكم أن أغلب الشباب يوصلون  الليل بالنهار في العمل، فهو يحتاج إلى شيء سريع يقيه سماع "زقزقة العصافير" في معدته، وأيضاً على سبيل المثال وربما الحصر، فسندويشة الفلافل أفضل خيار، وسعرها الوسطي 6000 ليرة "حالياً" وبالشهر 180 ألف، وفي حال كانت تصيبه "نفخة" من الفلافل، سيفضل البطاطا فيدفع بالشهر 240 ألف ليرة، بينما لو كان "مرفّهاً" ومتعوداً على البطاطا "تشيز"  والتي سعرها الوسطي 11 ألف ليرة فيدفع بالشهر 330 ألف ليرة.


وبحسب المعلومات آنفة الذكر، وبعملية حسابية سريعة، يكون مجموع الفطور "بيضتين" مع وجبة الغداء "سندويشة فلافل" مع المصاريف الشهرية الثابتة "أجار غرفة وخبز وباقة إنترنيت" 612 ألف ليرة سورية، بينما مع البطاطا 672 ألف ليرة، ومع البطاطا "تشيز" بدل البطاطا "العادية" 762 ألف ليرة.

 هذا الرقم على فرض أنه إنسان لا يشرب إلا الماء، ولا يعتبر شخص مدخن وهو نادر بحكم هذه الظروف، وهو قابل للزيادة في حال لم يتعرض لوعكة صحية، التي تجبره على شراء الأدوية وهنا يجب ذكر مقال آخر عنها، أو في حال لم "ينحرج" للخروج إلى إحدى المقاهي، أو اشتهى شيئاً، علماً أن متوسط الرواتب اليوم بعد الزيادة 800 ألف ليرة سورية.

هذه الأرقام في حال كانت تكفي الشخص سندويشة فلافل واحدة ولا يضطر لشرائها "دبل" حينها يكون تكلفة الشهر 732 ألف ليرة سورية، وحينها ليست فقط العصافير ستزقزق.

غدير إبراهيم

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".