دخل أبو أحمد إلى صديقه صاحب المكتب العقاري في منطقة المزة 86 ويقول له : "لقيتلك لقطة"، ليجيب الأخر : بكم ؟ ويرد عليه أبو أحمد بثلاثة ونصف، وبحكم الخبرة في مجال العقارات من الطبيعي أن يسأل صاحب المكتب عن المساحة وعدد الغرف، وهو بالفعل ما قام بقوله، إلا أن جواب أبو أحمد جعل صديقه في حيرة من أمره إثر ذلك الجواب.
عادة ما نسمع بمصطلح "اللقطة" والذي يعني أن هنالك شيء ما توافر بمواصفات ممتازة وبسعر ممتاز، وغالباً هذا المصطلح يستخدم في المكاتب العقارية ومكاتب السيارات، إلا أن جواب أبو أحمد أكد أن زمام الأمور أُفلت من اليد الممسكة له، وخصوصاً رؤيته للفرحة والتي لا توصف، حين قال له : "ربطة خبز بـ 3500 ليرة بس".
هذا الحوار الواقعي والذي حدث بالفعل، يقف بين الحزن والضحك، فبين جواب أبو أحمد و"صفنة" صاحب المكتب، قصص لسوريين عانوا ما عانوه في الحرب السورية وما تبعها من تضخم اقتصادي، جعل ما يبكيك يضحكك، والعكس صحيحاً، وبالحالتين أنت تفتخر أنك لازلت على قيد الحياة، وتعارك المآسي براتب 300 ألف ليرة.
هذا وقد رفعت حماية المستهلك سعر ربطة الخبز، من 200 ليرة إلى 400 ليرة، مع العلم أنه تكلف الدولة حوالي 7800 ليرة، في حين يصل رقم الدعم الحكومي اليومي لربطة الخبز إلى 42 مليار ليرة، أي ما يعادل 13 ترليون ليرة سنوياً !! عدا عن تكاليف الصيانة والتجديد وأجور العاملين والنقل والتوزيع والأضرار الجانبية، وذلك بحسب مدير السورية للمخابز مؤيد الرفاعي، نقلاً عن مصادر محلية.