طرح فشل جيش الاحتلال في التصدي لمباغتة السابع من تشرين الأول المنصرم، وفشله في تحقيق أهداف عدوانه وخسارته المئات من الجنود والضباط وتعرضه لانتقادات لاذعة، سؤالاً كبيراً، أي جيش يقاتل به الكيان الإسرائيل في قطاع غزة؟
مع تسارع وتيرة الأحداث في القطاع، استطاعت عملية طوفان الأقصى أن تهز عرش إسرائيل وكسرت قوالب ومفاهيم ومسلمات لطالما تغنى بها الكيان.
أول من اهتز من عملية المقاومة الفلسطينية على عدة مواقع إسرائيلية كانت منظومة الاستخبارات العسكرية مع كل أجهزة الاستطلاع المرتبطة بها من وسائط فضائية وجوية وأرضية، إذ أن قوة أي جهاز أمني لا تقتصر على إمتلاك المعلومات، بل بالقدرة على إستثمار وتوظيف هذه المعلومات، وفي هذا الصدد بهذا تتوالى الفضائح والإخفاقات لديهم، وخاصة شعبة الإستخبارات العسكرية "أمان".
فقد أثبت جهاز "أمان" فشله الذريع بعد أن تلقى معلومات قبل طوفان الأقصى، عن وجود نوايا وتحضيرات لدى قيادة المقاومة الفلسطينية في غزة، للقيام بهجوم عسكري واسع يستهدف المستوطنات، لكنه لم يستثمر هذه المعلومات بالوقت المناسب، ووقف عاجزاً عن إيصال هذه المعلومات الى مراكز القرار، سواء بسبب سوء تقديره لأهميتها، أو بسبب حالة الجمود والبيروقراطية المميتة التي يعاني منها، ما أفقده القدرة على السيطرة والتأثير على مواقع صنع القرار
والطامة الكبرى أن الجنود أثبتوا إخفاقهم للمرة الثانية على التوالي، بعد أن أمَن الجهاز ذاته معلومات عن مكان وجود الأسرى الصهاينة الثلاثة الذين قام جيش الإحتلال نفسه بإعدامهم ميدانياً بسبب حالة الإرباك والضياع التي تعتري هذا الجيش وعدم إستفادته بالوقت المناسب من المعلومات التي كانت متوفرة لدى الجهات المعنية عن مكان وجودهم.
وجديد هذه الفضيحة، ما لفت إليه الجيش الإسرائيلي إلى أن كاميرا "كيه 9" مثبتة على كلب تابع لوحدة "عوكيتس" العاملة في قواته، التقطت تسجيلات للأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين قتلهم جنوده بـ"الخطأ" قبل مقتلهم بخمسة أيام.
وكان المبنى الذي احتُجز فيه الأسرى الثلاثة يقع على بعد نحو كيلومتر واحد من المكان الذي قُتلوا فيه بعد أيام قليلة، وقد اشتبهت وحدة من الجيش الإسرائيلي في وجود مقاتلين للمقاومة في المبنى القريب وأرسلت كلباً لتفتيشه، إلا أنه قُتل بالرصاص.