مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه الأول بعد المئة، يعاني الفلسطينيون في قطاع غزة المنكوب، أبشع وأسوء الأوضاع الإنسانية.
لم يأبه الكيان الإسرائيلي للفاتورة التي سيدفعها جراء انتهاكاته السافرة، لأن الرصيد كان الفلسطينيون أنفسهم، فحساباتهم "البنكية" مليئة بالاعتداءات، والانتهاكات، والجرائم، ما يكفي ويفيض لدفع ثمن هذه "الضريبة".

ومع تصعيد وتيرة وحشيتهم، مرت المئة على الفلسطينيين كأنها أعوام، والشعور مبرر، إذا ارتكب الكيان في هذه الأيام ما يربو عن جرائمه لسنواته.

2000 مجزرة، حوالي 24 ألف شهيد، وأكثر من 10 آلاف شهيد من الأطفال، و أكثر من 7 آلاف شهيدة من النساء، 337 من الطواقم الطبية، 45 من الدفاع المدني، 117 من الصحفيين، وأكثر من 60 ألف مصاباً، فيما بلغ عدد المفقودين 7 ألاف و 100 مفقود.

ورمت الاعتداءات أثقالها على الأحجار حتى، إذ دمر الاحتلال 134 مؤسسة ومقر، و95 مدرسة وجامعة بشكل كلي، و 295 أخرى بشكل جزئي، فيما دمر 69 ألف و 300 منشأة سكنية بشكل كلي، وتضررت 290 بشكل جزئي.

ولأن الإنسانية غائبة عن قاموسه، طالت يد غدره 30 مشفى، 35 مركز صحي، و150 مؤسسة صحية، كما 121 سيارة إسعاف لم تسلم من بطشه، وكما هو بديهي لأي عقل بشري لم يكتف بالحصيلة التي ذكرت، ودمر 145 مسجد كلياً، و243 جزئياً، و3 كنائس.

لا يستوعب المرء هذا القدر من الأرقام، وقد يحتاج وقتاً طويلاً ليلفظها ويدركها، لكن ماذا عمن يعيشها، ويشعر بها، بل ويختبرها؟
فطرة الفلسطينيين المجبولة على المقاومة والصمود في وجه الغراب السود، تدفعهم للانتفاض، الكفاح لإعادة الحياة، أو ما تبقى منها.