في عصر الإعلام الرقمي، حيث تتحول الشاشات إلى ساحات للمعارك الفكرية والأخلاقية، تبرز حملة جديدة تحت مسمى "المقصلة الرقمية"، تعيد تشكيل مفهوم النضال الاجتماعي وتضع المشاهير تحت مجهر النقد الجماهيري.
تتجلى الحملة في موجة عارمة من الدعوات لمقاطعة النجوم والمؤثرين الذين اختاروا الصمت كرد فعل على الأحداث المأساوية في غزة، وقد انطلقت شرارتها الأولى من ردهات حفل "ميت غالا" الأسطوري، حيث أثارت هايلي بايلي عاصفة من الغضب بفيديو اعتُبر استفزازيًا، لتجد نفسها وجهاً لوجه مع غضب الجماهير الرقمية.
تتخذ الحملة من الإدانة التاريخية لماري أنطوانيت رمزاً لها، مستلهمةً منها اسمها وروحها، لتحاكم المشاهير الذين يتربعون على عروش من النفوذ الرقمي دون أن يلتفتوا لصرخات الألم والظلم. وبدلاً من الإعدام الجسدي، تسعى الحملة لقطع الأوصال الافتراضية لهؤلاء النجوم، محاولةً إسكات صدى أصواتهم التي لم ترتقِ للحديث عن القضايا الإنسانية الجللة.
وفي هذا السياق، تتسع دائرة الحملة لتشمل أسماء لامعة في سماء الشهرة، من هايلي بايلي إلى تايلور سويفت وعائلة كارداشيان، ومن سيلينا غوميز إلى جاستن وهيلي بيبر، وصولًا إلى بيونسيه وجينفر لوبيز وريهانا ودريك وكاردي بي ونيكي ميناج. ولم ينجُ من العاصفة حتى نجوم العالم العربي، حيث تُرفع الأصوات مطالبةً بمقاطعة نانسي عجرم وأحلام وأنس وأصالة ونور ستارز وغيرهم.
تتجاوز "المقصلة الرقمية" مجرد حملة مقاطعة، لتصبح تعبيراً عن تطلعات جيل يرفض الصمت ويطالب بموقف واضح من قضاياه العادلة، مؤكداً أن الشهرة لا تعفي من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية، وفي هذا الزمن الرقمي، يبدو أن الصمت قد يكون أشد وقعاً من الكلام.