في أرض غزة، حيث تتشابك خيوط الفجر مع دخان النيران، ينبعث الأمل من بين ركام الحياة اليومية. هنا، تتحول النفايات إلى شرارات حياة، وتصبح الأوراق والنايلون أدوات للبقاء، وتتجلى الإرادة في أبسط صورها، نارٌ تُوقد لتُطهى عليها قوت يوم.
مع كل شروق، يبدأ السكان رحلة البحث عما يُشعل الأمل، وسط حصار يخنق الأنفاس ويحرم المدينة من غاز الطهي والوقود، الحرب التي اندلعت في تشرين الأول 2023، لم تُخمد جذوة الصمود، بل أضاءت في القلوب نار لا تنطفئ.
تتردد أصداء الأزمة الإنسانية في أنحاء القطاع، حيث تُسجل المستشفيات مئات الحالات المصابة بأمراض الجهاز التنفسي، نتيجة الغازات السامة المنبعثة من النيران المتواضعة، ومع ذلك، يستمر الأهالي في إشعال النار، فالحاجة تُبرر الوسيلة، والحياة تستحق كل جهد.
تُعاني الأمهات والأطفال، وتتألم الأجساد من الدخان الكثيف، لكن العزيمة تبقى أقوى من كل تحدي. وفي ظل هذه الظروف، يتحول كل بيت إلى معقل للبقاء، حيث يُعاد تعريف معنى الطهي والتدفئة.
البحث عن النفايات القابلة للاشتعال يُصبح مهمة يومية، وتُصبح النيران رمزاً للحياة في مواجهة الحرب، ومع استمرار العدوان، يُظهر أهل غزة للعالم أن الإنسانية تنبع من القدرة على الصمود والتكيف، حتى في أقسى الظروف.