في ظل الأحداث المتسارعة والمعقدة التي تشهدها الساحة الدولية، يبرز دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" كحجر زاوية في الجهود الإنسانية، ومع ذلك، تواجه الوكالة تحديات جسيمة قد تهدد استمراريتها وتضع مصير مئات الآلاف من الأطفال على المحك.

معركة البقاء

في تصريحاته حذّر فيليب لازاريني، المفوض العام للأونروا، من أن الاستجابة لمطالب إسرائيل بحل الوكالة ستؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، وتدفع بجيل كامل من الأطفال نحو اليأس والعنف المستمر. وفي جلسة مجلس الأمن الدولي، أكد لازاريني على أن الوكالة تمثل العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة، وأن إنهاء عملياتها سيعرض السلم والأمن الدوليين للخطر.

الموقف الإسرائيلي

يزعم مسؤولون عبريون، أن منظمة الأونروا منصة لتعليم الأطفال الفلسطينيين أفكاراً معادية، وطالب المسؤولون بوقف تمويل الوكالة، مشيرين إلى إمكانية استبدالها بمنظمات أخرى.

الأونروا تحت المجهر

تواجه الأونروا اتهامات إسرائيلية بتوظيف أفراد يُشتبه في انتمائهم للإرهاب، مما أدى إلى تعليق بعض الدول المانحة لتمويلها. وفي خضم هذه الاتهامات، أقدمت الأمم المتحدة على فصل الموظفين المتهمين وبدأت تحقيقاً داخلياً، بينما تُكلف مجموعة مستقلة بتقييم "حياد" الوكالة.

شهادات مروعة من قلب غزة

تقارير الأونروا تكشف عن تعرض بعض موظفيها لسوء المعاملة على يد الكيان الصهيوني، بما في ذلك الضرب الشديد والإجبار على التعري، مما يسلط الضوء على الظروف القاسية التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني.

في هذه الأوقات العصيبة، تقف الأونروا على خط الدفاع الأول، محاولةً حماية الأمل والإنسانية في وجه التحديات الهائلة. ومع اقتراب موعد تقديم التقرير النهائي حول الوكالة، تتجه الأنظار إلى ما ستحمله الأيام المقبلة من مصير لهذه المؤسسة الإنسانية الرائدة.