أخبار السياسة

بين أحضان الحرب والحصار

post-img

ترمي آثار الوضع الاقتصادي والإنساني الصعب، إلى جانب القلق الأمني أثقالها على حياة أطفال غزة، إذ يجدون أنفسهم عالقين في مأزق لا حصر له، بينما تَسارع نقص الموارد الأساسية وفقدان الفرص التعليمية يزيدان من حدة المعاناة. تصاحب ذلك الواقع القاسي تداولات الصراع المستمرة، حيث تتعرض المدن والمخيمات لهجمات ودمار يترك آثاره الوخيمة على نفوس الأطفال وجسدهم الهش.

في قلب فلسطين يتباطئ نبض الحياة في قطاع غزة، يتنامى جيل من الأطفال الذين يحملون عبء الصراع والمعاناة، تنعدم لديهم فرصة الاستمتاع بطفولة طبيعية، بل تفترسهم تحديات لا حصر لها، وتحاصرهم ظروف إنسانية قاسية.

نور الدين، الطفل الذي أجبرته الحروب والدمار على بيع ألعابه، يرسم صورة حية لواقع آلم ومؤلم. تهجيره من منزله وفقدانه لمكان يلهو فيه، يجعله يعيش واقعاً يفتقر إلى البراءة والفرح. الألعاب التي كان يتمنى أن تكون وسيلة للتسلية والفرار، أصبحت اليوم وسيلة للبقاء على قيد الحياة.

تظهر لنا قصة نور الدين، التي وثقتها الإعلامية مريم أبو دقة، حجم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث يجد الأطفال أنفسهم في صراع يتجاوز اللعب والألعاب، ويمتد إلى معركة البقاء. يفتقرون إلى الأمان والاستقرار، وتضعهم الظروف القاسية في مواجهة تحديات تفوق قوتهم البسيطة.

في عزِّ الحروب والصراعات، تتألّق قصص أطفال يتحملون عبء الحياة ويتصدّون للظروف الصعبة بشجاعة وعزيمة، يروي الصحفي الفلسطيني عبد الله عبيد قصة الطفلة صفاء، التي تبيع الكركديه بجهد وإصرار لمساعدة عائلتها.
في سياق متشابك، يظهر الطفل فراس النازح من حي الزيتون في غزة، الذي انتقل إلى رفح جنوباً، في مقطع فيديو نشر في 23 ديسمبر/كانون الأول، يبيع الشاي والقهوة بين خيم النازحين، حيث يقوم بإعداد المشروبات الساخنة بإمكانيات بسيطة على النار. الطفل فراس، الذي يحمل مسؤولية عائلته رغم صغر سنه، يعبر عن تحدياته وصعوبات الحياة كنازح، مؤكداً أن جميع ما يجنيه يستخدمه لدعم أفراد عائلته.

في لحظات انتقال العام من 2023 إلى 2024، يستمر الحياة في مخيمات النزوح جنوب قطاع غزة بتحدياتها الكبيرة، يوثّق واقعها الصحفي الفلسطيني مهند الخطيب، حيث نشر على صفحته بمنصة إنستغرام مقاطع فيديو تعكس الصعوبات والحياة القاسية التي يواجهونها.

من خلال إحدى المقاطع، يظهر طفل فلسطيني يحاول جمع المياه بوسيلة بسيطة، حيث يمسك بزجاجة بلاستيكية فارغة ويضعها تحت ماسورة مياه بها خرم صغير، بهدف جمع المياه التي تسقط من الماسورة لملء زجاجته.

في سياق مماثل، انتشر في 18 ديسمبر/كانون الأول الماضي مقطع فيديو يظهر طفلين فلسطينيين يقومان ببيع الملح داخل مخيمات النزوح في رفح، بهدف تأمين لقمة عيشهم وإعالة أسرهم.

يظهر هؤلاء الأطفال قوة إرادة ملحوظة، إذ يصرون على البقاء متفائلين ويحملون روح الأمل رغم كل التحديات التي تواجههم. صوتهم يستحق الاستماع، وحكاياتهم أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ قطاع غزة المأساوي.

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".