في حين تنص اليهودية على عدم التنكيل بجسد الميت او إهانته كما تمنع استخدام الأعضاء للمتعة وتدعو لدفن الميت بعد وفاته بوقت قصير وهو ما فسره رجال الدين، إلّا أن إسرائيل تتعارض حتّى مع ديانتها.
وهنا يكمن السؤال عن سر امتلاك إسرائيل أكبر بنك للجلد البشري في العالم، بينما التبرع بالأعضاء محرم في اليهودية.
أفادت تقارير بثتها القناة العبرية العاشرة عام 2014، بأنّ البنك يمتلك احتياطياً من الجلد 17 متراً وهذا الرقم في ذاك العام بالنسبة لبلد محدود العدد السكان يعتبر كبيراً.
كما إنّ فكرة البنك الوطني الإسرائيلي للجلد أو لتخزين الجلد ظهرت بعد حرب 1973، وبناءً على أنه محرّم بالعقيدة اليهودية أن يتبرع أحد بأعضائه، تم تأجيل الفكرة حتى غُيّرَ مدير الطب الشرعي في إسرائيل، وفي عام 1985 تم تأسيس البنك وأصبح معروفاً بأنه أكبر بنك موجود في العالم لتخزين جلد البشر.
ولو أمعنا النظر، فإن هذه الدولة عدد سكانها 5 مليون، محرّم عندهم دينياً أن يتبرعوا بالأعضاء أو أن يتبرعوا بالجلد، فمن أين لهم هذا المخزون الاحتياطي الكبير الذي لو جمعنا كل مراكز العالم نجد أن المركز اليهودي لتخزين الجلود أكبر من كل مراكز العالم؟
ووسط غياب المتبرعين اليهود، أو ندرتهم إذا صح الوصف، فإن المصدر إما جثث الشهداء الفلسطينيين، أو أنه في كلّ حرب تدخل إسرائيل على المقابر وتسرق الجثث.
وبدورها، كشفت إحدى البروفيسورات العبريات النقاب عن سرقة أعضاء من جثامين الشهداء الفلسطينيين في كتابها "على جثثهم الميتة"، من أجل زرعها في أجساد المرضى الإسرائيليين.
والجدير بالذكر، أنّ وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مسبقاً بأن إسرائيل سلمت 80 جثة مشوّهة الأعضاء لا قرنيات في العيون ولا عظام ولا جلود في خان يونس، وتم دفنهم في جنوب شرق رفح.