الحمار في مدينة "لامو" على الساحل الكيني ليس كغيره في مناطق أخرى، إذ له الأولوية في الطريق، وتكرمه المهرجانات، ويهتم به الناس نظراً للدور المميز الذي يقوم به في حياة أهل هذه الجزيرة.
ووصل عدد الحمير في جزيرة "لامو" إلى 25 ألفاً عام 2015 ويوجد منها 3 آلاف بالمدينة القديمة، ويعرف الناس أصلها ونسبها وتواريخ ميلادها، بل ويسجلونها رسمياً بالدواوين الحكومية.
وتتجسد العلاقة الإنسانية بين الحمير وأصحابها بالمركز الصحي، حيث يجلب الجميع حميرهم هناك للكشف الدوري وأخذ العلاج المجاني وتقليم الأظفار، وكل صاحب حمار لديه علامة في عنق الحمار تميزه عن بقية الحمير، والناس يحترمون هذه العلامات ويرضون بها.
وبحسب السكان، للحمار قصة طويلة مع سكان الجزيرة، وحياة المدينة والطبيعة هناك لا يمكن أن تستغني عنه، وما يدلّ على أهميته بأنه بلغ سعر الحمار 55 ألف شلن أي ما يعادل "600 دولار أمريكي"، فهو ليس رخيصاً هناك.
ويضيف السكان بأنهم يكرمون الحمار في مناسبات عدة، ومن ضمنها المهرجان الثقافي السنوي، حيث يُجرى سباقاً سنوياً لأقوى وأسرع حمار، ويُكرم صاحب الحمار الفائز، وهو ما يرفع قيمة الحمار ارتفاعاً كبيراً.
جدير بالذكر إن الحمار في جزيرة لامو يحمل الناس وأغراضهم وأطفالهم، فهو لليوم وسيلة النقل الأساسية لديهم، علاوةً على ذلك يرجع الفضل لهذا الحيوان ببناء بيوت "لامو" عبر التاريخ، حيث كان يُحمّل بأخشاب "المانغروفو" والحجارة من البحر إلى المدينة.