لطالما انشغل علماء الحياة البحرية بالبحث عن الطريقة التي يتواصل بها الحيتان، وقد تكون الطرق التي تتواصل فيها مع بعضها البعض أكثر تعقيداً مما كان يعتقده العلماء سابقاً.
فقد كشفت دراسة جديدة في مجلة Nature Communications، أوجه التشابه بين لغة الحيتان والصوتيات البشرية، وذلك بعد فحص مجموعة من حيتان العنبر بالمياه المحيطة بجزيرة دومينيكا الكاريبية، وقاموا بتحليل نداءاتها.
وبحسب الدراسة، أوضح الباحثون أنه يمكن لحيتان العنبر، التي تمتلك أكبر أدمغة من أي نوع حيواني على وجه الأرض، أن تجمع وتعدل نقرات وإيقاعات مختلفة لإنشاء نداءات معقدة، تشبه اللغة البشرية.
إلى ذلك أكد فريق الباحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا القائم على الدراسة، أن رموز حيتان العنبر تظهر تعقيدات أعمق من هوية المتصل، ومع ذلك فإن معلومات النداءات لا تزال غير محددة.
وكتب مؤلفو الدراسة أن أصوات حوت العنبر أكثر تعبيراً وتنظيماً مما كان يُعتقد سابقاً، وتم بناؤها من مقدار يشتمل تقريباً على رموز أكثر تميزاً من حيث الحجم.
من خلال تحليل "الكودا" (CODAS) لحوالي 60 حوتاً من حوت العنبر، حدد الباحثون العناصر الأساسية لـ "الأبجدية الصوتية" التي يعتقدون أن حيتان العنبر تستخدمها للتواصل.
ودفعت جوقات "الكودا" المتفاعلة الباحثين إلى الاعتقاد بأن حيتان العنبر كانت منخرطة في حوار يمكن مقارنته بمحادثة بشرية أو إرسال شفرة مورس.
كما أوضح المؤلفون أن أصوات حيتان العنبر تظهر التعقيد على نطاقين زمنيين مختلفين، هما مقياس زمني دقيق يحدد تركيبة كل مقطع فردي، ومقياس زمني أطول يحدد البنية العامة للتبادل التفاعلي عبر الكودات داخل الجوقة.
في حين أن الوظيفة التواصلية للعديد من الكودات تظل سؤالاً مفتوحاً، فإن نتائج الدراسة تظهر أن نظام التواصل في حوت العنبر، من حيث المبدأ، قادر على تمثيل مساحة كبيرة من المعاني المحتملة، باستخدام آليات مماثلة لتلك المستخدمة في أنظمة إنتاج وتمثيل الصوت البشري.