منذ الأزمان القديمة، كان البشر يحلمون بإكسير الحياة، شراب سحري يمنح الخلود ويحول المعادن العادية إلى ذهب، هذا الحلم، الذي بدأ كأسطورة، أصبح الآن موضوعاً للبحث العلمي.
الإكسير، كما يُعرف، ليس مجرد مستخلص من الأعشاب، بل هو جرعة كيميائية، يُعتقد أنها تمنح الشفاء والشباب الدائم، في القرون الوسطى، كان البحث عن الإكسير هو الهدف الرئيسي للكيمياء في الشرق، حيث كان الهدف هو العثور على وسيلة لإطالة العمر.
في الصين، أجرى الباحثون تجارب على الإكسير، حيث خلطوا مجموعة من المعادن والمواد، بما في ذلك الرصاص والذهب والزئبق، واعتقدوا أن تناول المعادن الثمينة يمكن أن يطيل العمر. ولكن، في العصر الحديث، نعرف الآن أن الزئبق، على سبيل المثال، يمكن أن يكون قاتلاً ومدمراً للجسم البشري.
في العصر الحديث، تحولت الصيدلة إلى التركيز على إنتاج الأدوية ومكافحة
الأمراض، بما في ذلك في مجالات متنوعة مثل علم الجينات، فلاديمير سكولاتشيف، عالم كيمياء حيوية سوفيتي وروسي، يقول: "الموت أمر لا مفر منه، لكن الشيخوخة لم تعد ضرورية".
وتابع قوله: "سوف نعيش لفترة أطول، وسنبدو صغاراً إذا
أوقفنا برنامج الشيخوخة في الوقت المناسب، اليوم، يموت الناس قبل سن 60 بأسباب لا تعتمد على العمر".
مهمة المستحضرات الصيدلانية هي العثور على مادة من شأنها إيقاف الشيخوخة، وتمكن العلماء من تجميع مثل هذه المادة في عام 2005، إذ بدأت التجارب أولاً على الفئران، ثم على ذبابة الفاكهة، ثم على القشريات، والفطر، والنباتات، وفي جميع الحالات، لاحظ العلماء زيادة كبيرة في الحياة، منذ سن مبكرة، والجدير بالذكر أن مثل هذا العقار لايزال قيد التجارب السريرية.
من جانبه اهتم المفكر الأمريكي، أوريسون ماردن، بجانب آخر من هذه المسألة،
ورأى أن البشر يقصرون أعمارهم بأنفسهم بترديدهم لأفكار متأصلة عن الموت والنهاية ويقنعون أنفسهم بأنهم كبروا واقترب الموت منهم، وهذا ما يحدث بالفعل، تظهر التجاعيد على وجوههم وتتآكل أبدانهم بفعل شيخوخة مبكرة.
وبدوره ينصح ماردن بعدم البحث عن علامات الشيخوخة في المرآة، وبدلاً عن ذلك مراقبة علامات الشباب والجوانب الإيجابية، لافتاً إلى أن الأفكار المدمرة يمكن أن تؤثر سلباً على الخلايا وتبطئ عملية الشفاء، كما أن أفكار الشيخوخة تنتقل إلى الخلايا بما في ذلك الخلايا الجديدة، فتتغير وتبدو بعد وقت قصير أقدم من عمرها.