في الثالث من آذار 1973، كالعادة شوارعٌ مزدحمة بالناس والسيارات، لكن النهار إنذاك كان مختلفاً. رجلٌ يمشي في الشارع، حاملاً بين يديه جهازاً غريباً، يتحدث من خلاله، ذاك الرجل هو مارتن كوبر، والجهاز الذي كان يحمله كان أول هاتف محمول في العالم.
تلك المكالمة الهاتفية الأولى كانت بمثابة الخطوة الأولى في رحلة تكنولوجية غيرت وجه العالم، بدأت بمكالمة بسيطة بين كوبر ومنافسه في شركة بيل، وانتهت بثورة في عالم الاتصالات.
الهاتف الذي استخدمه كوبر ثقيلاً وكبيراً بالمقارنة مع الهواتف التي نعرفها اليوم، ولكنه مثلَ بداية لشيء كبير، إذ كان الأول من نوعه، وبمثابة البداية لعصر جديد من الاتصالات اللاسلكية.
ومع مرور الوقت، تطورت التكنولوجيا وأصبحت الهواتف أصغر حجماً وأكثر قوة، ولكن، بغض النظر عن التطورات التكنولوجية، لا يزال يوم 3 آذار 1973 محفوراً في التاريخ.
واليوم، بعد مرور أكثر من نصف قرن على تلك المكالمة الهاتفية الأولى، نحن نعيش في عالم حيث الاتصالات اللاسلكية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولكن، بغض النظر عن التطورات التكنولوجية، يجب أن نتذكر دائماً اليوم الذي بدأت فيه كل شيء، اليوم الذي أجرى فيه مارتن كوبر المكالمة الهاتفية التي غيرت العالم.