في عالمنا الداخلي حيث تتلاشى حدود الواقع، تتجلى الأحلام كمرايا للنفس،تعكس أعمق مخاوفنا وأسمى آمالنا.
يقدم البروفيسور "مارك بلاغروف" العقل المدبر وراء مختبر النوم بجامعة سوانسي، نظرة فريدة على هذه الظاهرة الغامضة
التي تجول في عقولنا كل ليلة.
تُعد الأحلام والكوابيس جزء لا يتجزأ من تجربة النوم، ولكنها تظل من أكثر الألغاز إثارة للحيرة في علم النفس الإنساني، فيما يرى بلاغروف أن هذه الرؤى الليلية ليست مجرد عبث عقلي، بل هي قصص معقدة مليئة بالشخصيات والعواطف
والمؤامرات، مصممة لتُشارك وتُروى.
يُعتقد أن الأحلام تعمل كمحاكاة للواقع، حيث نواجه التهديدات ونتدرب على التغلب عليها في بيئة آمنة، وفي بعض الأحيان، تكون هذه التهديدات عقلية، تستهدف احترامنا لذاتنا وتجبرنا على التعامل مع الحجج وطرق الرد مع الآخرين.
كما يشير بلاغروف إلى أن الأحلام قد تكون أيضاً وسيلة لتعزيز الذكريات وجعلها أكثر ديمومة، مما قد يؤدي إلى الأحلام الواضحة.
ومع ذلك، يرى بعض العلماء أنها قد تكون مجرد ظاهرة ثانوية، نتيجة لأحلام اليقظة التي نختبرها أثناء اليقظة.
يُعتبر نوم حركة العين السريعة مرحلة حاسمة في عملية الحلم، حيث تحدث معظم الأحلام وتميل إلى أن تكون أكثر حيوية، ويُلاحظ أن الأحلام قد "تختفي" إذا لم نستيقظ خلال هذه الدورة، بينما تُذكر الكوابيس عادةً عند الاستيقاظ أثناء
حدوثها.
يُعتقد أن الكوابيس، التي يصفها بلاغروف بأنها "أحلام مزعجة تحمل مشاعر سلبية"، قد تكون في الواقع أكثر وظيفية من الأحلام، حيث تُعد طريقة الدماغ للتغلب على المخاوف والتهديدات.
في نهاية المطاف، تُعد الأحلام والكوابيس جزء لا يتجزأ من تجربة الإنسان، تُثري حياتنا وتُعمق فهمنا لأنفسنا وللعالم من حولنا، وكما يُظهر بلاغروف، فإن مشاركة هذه الرؤى قد تكون مفتاحاً لبناء التعاطف والروابط الإنسانية، مما يُعزز فن
رواية القصص الذي يُعد جزء أساسي من تاريخنا وثقافتنا.
