في مختبرات العلم، حيث يُفكك الباحثون ألغاز السلوك البشري، يبرز اكتشاف جديد يُضيء على مسارات الخداع في الدماغ، فريق من الخبراء يُعيد صياغة فن استجواب العقل، مُقدمين طريقة بسيطة ولكنها مُثبتة علمياً للكشف عن الأكاذيب، وهي التشتيت.
تُظهر الدراسة الجديدة أن الكذب ليس مجرد لعبة كلمات، بل هو رقصة معقدة تُجهد الدماغ وتستنزف الطاقة المعرفية، يتطلب جهداً أكبر من الصدق، وعندما يُطلب من العقل أن يؤدي مهمتين في آن واحد، يتعثر الكاذبون وتتكشف أقنعتهم.
في تجربة أجراها خبراء جامعة بورتسموث، تم استجواب 164 شخصاً حول قضايا مثيرة للجدل كجوازات سفر "كوفيد-19" والهجرة و"بريكست". وكُلف بعضهم بتذكر رقم تسجيل سيارة، مما أضاف طبقة من التعقيد إلى مهمة الكذب.
النتائج كانت واضحة، القصص التي تخللها الكذب والتشتيت كانت أقل إقناعاً، البروفيسور "ألديرت فريج"، أحد مؤلفي الدراسة، يُشير إلى أن هذه الطريقة تحتاج إلى تطبيق دقيق، فالمهمة الثانوية يجب أن تُعتبر مهمة حقًا لتُحدث التأثير المطلوب.
هذا الاكتشاف يُعيد تشكيل فهمنا للكذب ويُقدم أداة جديدة للمحققين والمهتمين بعلم النفس، وفي عالم يُقدر فيه الصدق، تُعد هذه الطريقة خطوة نحو الكشف عن الحقيقة دون الحاجة إلى تقنيات معقدة، بل بمجرد إضافة عنصر بسيط: التشتيت.