في عصرنا الحالي، تشهد البشرية مزيداً من التقدم في مجال استكشاف الفضاء والتوسع في حدود المعرفة، تتجاوز رحلات الفضاء السابقة حدودنا الأرضية وتعبر الأبعاد الفضائية لتكشف لنا أسراراً جديدة عن الكون وجذورنا البشرية.

وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، بصفتها الرائدة في مجال الاستكشاف الفضائي، تسعى جاهدة لتوسيع آفاقنا والبحث عن إجابات عن أصول الحياة وإمكانية وجود حضارات ذكية في الكون، وفي سبيل ذلك، تقوم "ناسا" بإرسال مسبارات فضائية على متن مركبات فائقة التطور، تستكشف الكواكب والأقمار وتحلل تركيبها وظروفها المحيطة.

وفي خطوة جريئة تأمل وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن تستقطب انتباه حضارة فضائية ذكية، كشفت عن مضمون الرسالة الفضائية التي تعتزم إرسالها نحو أحد أقمار كوكب المشتري الضخم، تحمل هذه الرسالة الفضائية تشكيلة مذهلة من العناصر التي تعبّر عن الإنسانية وتقدم لمحة فريدة عن حضارتنا.

تحمل الرسالة الفضائية لوحة معدنية ثلاثية الأبعاد، تحفل بقصيدة فنية وقائمة تضم أسماء أكثر من مليوني شخص من جميع أنحاء العالم، كما تحمل اللوحة الفضائية أيضاً معادلة دريك، وهي معادلة تقدير عدد الحضارات الذكية في الكون.

مركبة الفضاء "يوروبا كليبر" ستقوم برحلة طويلة الأمد تمتد لمسافة 2.6 مليار كيلومتر، ومن المتوقع أن تصل إلى كوكب المشتري بحلول عام 2030. ومن هناك، ستتوجه نحو قمر يوروبا لاستكشافه وتحليق حوله، المركبة الفضائية ستقوم بتقييم ظروف القمر والبحث عن علامات الحياة، وتحليل المحيط المائي تحت سطحه ودراسة قشرته الجليدية وغلافه الجوي.

تعتبر ناسا ملتزمة بتعزيز الاستكشاف الفضائي والبحث عن حياة في الكواكب الأخرى، فيما يعتبر قمر يوروبا، الذي يحتوي على محيط مائي تحت سطحه الجليدي، موقعاً محتملاً لوجود حياة، ومن خلال إرسال مركبة الفضاء "يوروبا كليبر"، تأمل ناسا في الحصول على مزيد من المعلومات وفهم أكثر عن هذا القمر الغامض.

وعلى الرغم من أن الاحتمالات الفعلية للحصول على استجابة من حضارة فضائية غريبة تعتبر منخفضة، إلا أن هذا المشروع يمثل خطوة هامة في استكشاف الفضاء وتوسيع معرفتنا بالكون ومكاننا فيه.