في أعماق الصحراء القاحلة تتربع الأهرامات المصرية الضخمة، المعجزة الهندسية التي تثير دهشة العالم منذ آلاف السنين، ولعلها أكبر لغز تاريخي يحير الباحثين والعلماء على حد سواء، ومع ذلك، بفضل الأقمار الصناعية، بدأ الستار يكشف تدريجياً عن أسرار بناء هذه الهرمات العملاقة.

إذ كشفت الصور الفضائية الملتقطة من الأقمار الصناعية عن اكتشاف مذهل، حيث تبين وجود فرع قديم لنهر النيل يمتد على مسافة 100 كيلومتر ويعبر منطقة الجيزة، ولكن مع مرور العصور، جف هذا الفرع واختفى تماماً من السطح.

ومن المرجح أن يكون القدماء قد استغلوا هذا الفرع لنقل مواد البناء الثقيلة إلى منطقة بناء الأهرامات في الجيزة المجاورة له، وهي المنطقة التي تحتضن 38 هرماً معروفاً.

في حين تتجه أعين الباحثين والعلماء حالياً نحو دراسة التربة في منطقة الفرع النهري الجاف، حيث يأملون في الكشف عن مزيد من الأدلة والأسرار التي تعزز فهمنا لعمق الحضارة المصرية القديمة وعبقرية المهندسين الذين شيدوا تلك الأهرامات العملاقة.

الأهرامات المصرية ليست مجرد هياكل حجرية ضخمة، بل هي إرث حضاري يتحدث عن قدرة الإنسان على إبداع وإنجاز ما يبدو مستحيلاً. وبفضل التكنولوجيا الحديثة والأقمار الصناعية، نحن ندخل عالمًا جديدًا من الاكتشافات والتفسيرات المحتملة لهذه العجائب القديمة.

لذا، يتابع العلماء بشغف تطورات هذه الدراسات والأبحاث، على أمل أن يفتح الكشف عن حقائق جديدة عن بناء الأهرامات أبواباً لفهم أمجلد الحضارة المصرية وتسليط الضوء على عبقرية العقول التي قامت بهذا العمل الشاق والمدهش.