في عالم مليء بالعلاقات الجديدة والتغييرات المستمرة، يبقى الطلاق من بين أكثر التجارب إيلاماً وتحدياً على الإطلاق، يتساءل البعض عن مدى تأثير الطلاق على النساء مقارنة بالرجال، وهل هناك فعلاً فارق بينهما في التكيف مع هذه التحولات الحياتية؟ تجيب دراسة جدلية حديثة على هذا السؤال، حيث كشفت عن نتائج مفادها أن النساء يواجهن معاناة أكبر في التكيف مع الطلاق مقارنة بالرجال.

في هذه الدراسة، قام باحثون من جامعة "تشونغتشينغ" الطبية في الصين بتحليل أنماط استخدام مضادات الاكتئاب لدى 228 ألف شخص من كبار السن الذين تعرضوا للطلاق أو الانفصال خلال الفترة من عام 1996 إلى عام 2018 في فنلندا، وكانت النتائج صادمة بعض الشيء، حيث زاد احتمال استخدام مضادات الاكتئاب بشكل ملحوظ لدى النساء مقارنة بالرجال في الأشهر الثلاثة والستة التي سبقت وتلت الطلاق.

بينما زاد استخدام مضادات الاكتئاب بشكل عام لدى الجنسين خلال هذه الفترات الصعبة، إلا أن الارتفاع كان أكبر بكثير بين النساء، وخاصة تلك اللاتي تعرضن للانفصال عن شريك الحياة، ولا يقتصر التأثير السلبي على فترة الطلاق فقط، بل يتأكد وجود تبعاته المزمنة على الصحة النفسية للنساء خلال السنوات الأربع التي تسبق الطلاق.

تسلط هذه النتائج الضوء على الاختلافات الجنسية في تجارب الانفصال وتكيف الفرد معها، حيث تشير إلى أن الأدوار الأسرية والمسؤوليات والوضع الاقتصادي يمكن أن تكون العوامل الرئيسية التي تفسر هذه الاختلافات، فقد تكون النساء أكثر تعرضاً للتحديات المادية والاجتماعية بعد الطلاق، مما يزيد من ضغوط الحياة ويؤدي إلى تدهور صحتهن النفسية بشكل أكبر مقارنة بالرجال.

علاوة على ذلك، تشير الدراسة إلى أن الرجال قد يجدون منافذ أكثر فعالية للتأقلم مع تلك التحولات الحياتية، بما في ذلك الدخول في علاقات جديدة بشكل أسرع مما يمكن أن يخفف من آثار الطلاق على صحتهم النفسية.

بالنظر إلى هذه النتائج، يبرز أهمية فهم العوامل الاجتماعية والنفسية التي تؤثر على تجارب الطلاق والتكيف معها.