تخيّل أنك قادر بأن تسافر في رحلة التواصل مع أرواح الأحباء الذين رحلوا، تتحاور معهم بأصواتهم الماضية من خلال عالم يجسد الخيال والتقنية المتقدمة، مؤلمة أم مفرحة مثل هذه التجربة!؟
في ظاهرة فريدة من نوعها، يقوم بعض الأفراد باستخدام روبوتات الدردشة المدعومة من الذكاء الاصطناعي للحفاظ على ذكريات أحبائهم المتوفين، من خلال الدردشة “بشكل افتراضي” معهم، تقدم هذه التطبيقات صوراً متحركة وتفاعلية للمتوفين، حيث تظهر كأنهم ما زالوا على قيد الحياة، ويمكنهم التفاعل مع الأحياء والرد على أسئلتهم.
وتعتمد هذه التطبيقات، مثل “StoryFile” و”HereAfter AI”، على مقاطع فيديو تفاعلية مسجلة مسبقاً للأشخاص الذين تم استجوابهم قبل وفاتهم، يتم تخزين ذكرياتهم وقصصهم، مما يسمح للأفراد بالتواصل معهم بعد وفاتهم.
من خلال “StoryFile”، يمكن للمستخدمين طرح أسئلة على الشخص المتوفى والحصول على إجابات مصورة، بينما يقوم تطبيق “HereAfter AI” بتوليد ردود فعل بناءة على ساعات من المقابلات مع الشخص المتوفى.
يركز هذا النهج على الحفاظ على الذكريات والتواصل الافتراضي مع الأحباء الراحلين، ومع أن هناك تحفظات حول تأثير هذه التطبيقات على الحالة النفسية والصدمة الناتجة عن فقدان الأحباء، إلا أن بعض الأفراد يرون فيها وسيلة لتسليط الضوء على ذكريات الأحباء المفقودين وتسهيل عملية التحليق فوق مرحلة الحداد.
من جهة أخرى حذر الخبراء من أن هذه التقنيات قد تؤدي إلى خلق وهم غير سليم، وقد لا تكون دائماً مفيدة في مساعدة الأشخاص على تخطي صدمة الفقدان. ومع ذلك، يُعتبر بعض الأشخاص أن هذه التطبيقات قد تكون طريقة إيجابية للتذكير بالذكريات الجميلة والحفاظ على الروابط العاطفية مع الأحباء الراحلين.