يبدو أن المعارك التي تخوضها إسرائيل تعدّدت وكثرت، فلم تقتصر على معركة عسكرية بأسلحة وهجوم أو تراجع دعم مالي ولوجستي فحسب، بل هي الآن أمام معركة فنية، تناهض الكيان من كلّ صوب وحدب.

وهنا يكمن السؤال ماهي المعركة الفنية؟

من خلال الفن، يختار الفنانون أن يقاوموا الاحتلال الإسرائيلي ويعروا جرائمه بحق شعبه، في إبداع يشكل سلاحاً ناعماً "يقصف" الظلم والطغيان ويبث رسالة بلغة موحدة للعالم بأسره، قد تكون مشاهد سينمائية وقد تكون لوحات مرسومة.

وتحت عنوان "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"، أطلق الرسام البولندي إيغور دوبرولسكي مشهداً ساخراً جسّد من خلاله ممارسات الكيان الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة.
ويجسد المشهد الساخر الذي نشره الفنان عبر صفحته على "إنستغرام"، جندياً إسرائيلياً يدخل مدججاً بالسلاح إلى أحد المنازل في القطاع، ليجد طفلاً رضيعاً نائماً على سريره فيقوم بتفخيخ السرير بالمفجرات.

بعدها، يجد الجندي دراجة في الغرفة فيركبها ويتجول بها داخل الغرفة، ثم يأخذ لقطة سيلفي مع سرير الطفل ليكتشف بعد ذلك أنه يقوم بأفعال خارج نطاق العقل فينزل عن الدراجة ويطرحها أرضاً ويحرك هزاز السرير ويترك الغرفة وينصرف مسرعاً.

ويبدو أن الفنان البولندي استلهم المشهد من مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر خلالها جنود إسرائيليون وهم يعبثون بمقتنيات منازل غزة.

ولم يكن هذا هو الموقف الأول الذي يعلن فيه الرسام البولندي تضامنه مع ضحايا غزة من الأطفال، ففي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، نشر دوبرولسكي صورة لجثث ثلاثة من الأطفال وكتب عليها "غزة.. الحرب".