أخبار الفن

الجوهر الرومانسي والإنساني للدراما السورية

post-img

تتميز الدراما السورية بأنها تبني حكاياتها على قاعدة الحب والمشاعر الإنسانية، تتركز أحداثها حول قصص المجتمع، وتحقق درجة عالية من الروعة عندما تعطي الأولوية للمشاعر الإنسانية.
فمنذ بدايتها، أولتها اهتماماً كبيراً وجعلتها محوراً أساسياً في الأحداث، فالحب كان القوة المحركة والأساسية سواء في الكوميديا أو التراجيديا.

تعتبر الدراما السورية واقعية وقريبة من الحياة، ومن هنا جاءت اهتماماتها المتعددة بعلاقات الحب والشراكات العاطفية والوجدانية بين الجنسين منذ بداية ظهورها في التلفزيون الأبيض والأسود.

فمنذ ظهور غوار الطوشة (دريد لحام) الذي يسعى جاهداً للفوز بحب فطوم حيص بيص (نجاح حفيظ) وفشل في ذلك بسبب انشغالها بأمور أخرى، وتوالت الحكايات وتعاقبت على مر السنين.

لا يزال هذا الجانب مصدر إلهام لكتاب السيناريو ومنتجي الأعمال الدرامية، لأنه يلتصق بأحاسيس المتلقي ويستدعي تفاعله ويداعب مشاعره.

نعم، كان هناك نهايات مخيبة في بعض الأعمال الدرامية، وقد تم تسليط الضوء على قصص الحب والعلاقات الاجتماعية في مسلسل "أهل الغرام" بأجزائه الثلاثة، يجبر هذا المسلسل عينيك على سفك الدموع مع نهاية كل حلقة أو ربما خلال مشهد فراق مؤثر بين العشاق، يتفاعل المشاهد مع أبطال الحكاية ويتخيل نفسه واحداً منهم، على الرغم من أن كل حلقة تقدم قصة مستقلة عن الأخرى، يتحدث المسلسل بلسان المشاهد ويستهدف واقعهم ومشاعرهم وذكرياتهم. ومع ذلك، يتشارك كل القصص في الفشل وعدم الاستمرارية.

تعود أسباب هذا الانفصال في المسلسلات المذكورة إلى العديد من العوامل التي قد تؤثر على تطور القصة والشخصيات، وصورت هذه النهايات المخيبة للآمال بهدف إبراز الواقعية والتحديات التي يمكن أن يواجهها الأشخاص في الحياة الحقيقية.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن الدراما السورية ليست محصورة بالنهايات المأساوية أو المخيبة للآمال، فهناك أعمال درامية أخرى تتناول قصص حب ناجحة ونهايات سعيدة، إذ أنها تعتبر متنوعة وتنقل مجموعة من القصص والمواضيع، وبالتالي يمكن أن تشمل نهايات مختلفة تعكس تجربة الحب والمشاعر النبيلة.

على مر السنين، تطورت الدراما وتنوعت في القصص والشخصيات التي تعرضها، ومع التقدم التكنولوجي وتطور وسائل الإعلام، أصبحت الإنتاجات الدرامية السورية تستخدم تقنيات أكثر تطوراً وتقديم قصص معقدة ومشوقة.

ومعالم الحب والألم تتجسد في سلسلة من المسلسلات الدرامية الاجتماعية التي تلامس أعماق القلوب وتعكس معاناة المحبين وآلامهم، ومن بين هذه المسلسلات، يبرز مسلسل "اسأل روحك" و"أهل الغرام" كأعمال تتقاطع فيها الخطوط الدرامية والقصصية، لكنها تتميز بطابعها الفريد. يتميز "اسأل روحك" بأن كل لوحة وحلقة تحمل عنوان أغنية للسيدة أم كلثوم، وتدور القصة حول علاقة أبطال اللوحة بهذه الأغنية الخالدة.

ومن ناحية أخرى، يتناول مسلسل "مدرسة الحب" علاقات الحب الإشكالية في سياق اجتماعي درامي، يركز المسلسل على الروابط العاطفية المعقدة والتحديات التي تواجهها الأفراد في هذا السياق، يستند العمل إلى أحداث حقيقية حدثت في سورية خلال فترة الحرب، ويسلط الضوء على تداعيات الصراع على الأفراد والأسر.

من ناحية أخرى، يتطرق مسلسل "حكم الهوى" إلى العلاقات العاطفية في قالب يومي، حيث يروي العمل قصص حب مختلفة تتطرق إلى قضايا تشغل الناس في حياتهم اليومية، ويتميز بأسلوبه الواقعي ومعالجته للقضايا الاجتماعية الراهنة.

ومن بين هذه المسلسلات، يستحضر مسلسل "تبعات الحرب" العواطف والتحديات التي تواجه الشباب في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، يسلط المسلسل الضوء على معاناة الارتباط والحب في ظل الحرب.

باختصار، فإن هذه المسلسلات تجسد عوالم الحب والألم بأساليب فنية متنوعة، وتحاكي الحياة الاجتماعية بشكل ملفت ومشوق، تعكس هذه الأعمال التحديات والمشاعر الإنسانية العميقة، وتقدم قصصاً مؤثرة تلامس القلوب وتترك انطباعاً قوياً على المشاهدين.

في ساحة الدراما السورية، تنتشر أعمال فنية تستطيع أن تخترق أعماق قلوبنا وتحظى بتفاعلنا المشوق، تتميز بقدرتها على ربط الماضي والحاضر بأسلوب واضح وجذاب، مما يجعلها تروي حكايات لا تُنسى وتترك أثراً في عقولنا.

فهل من الممكن أن تتحدث الدراما السورية الجديدة بلسان أهلها، وترسم صورة حية للمجتمع السوري وتعكس تحولاته وتحدياته، لتعلق في قلوبنا وذاكرتنا كما مسلسلات الماضي؟

 

 

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".