في عالم يحقق فيه العلم إنجازات مذهلة، أصبحت زيادة الطول ليست حلماً بعيد المنال، في سورية، باتت عمليات تطويل القامة متوفرة وتشهد طلباً متزايداً.

عمليات التطويل هي إجراءات جراحية تهدف إلى زيادة طول جزء معين من الجسم، مثل الأطراف السفلية (الساقين) أو العمود الفقري، وأوضح الدكتور سلمان محمد، اختصاصي جراحة العظام والمفاصل، أن عمليات تطويل الأطراف لزيادة الطول أو القامة هي إجراءات نادرة جداً، فهي تتطلب جهداً كبيراً من المريض وتستغرق وقتاً طويلاً يمكن أن يصل إلى 10 أشهر من الجلوس التام، وتشمل هذه العمليات تمديد الجهتين، وفي بعض الحالات الساقين والفخذين، وتحتاج إلى صبر كبير وإرادة قوية.

ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن العمليات الأكثر شيوعاً تتم على المرضى الذين يعانون من قصر في أحد الأطراف نتيجة لكسور معقدة أو فقدان في العظام، يكون الهدف من هذه العمليات هو استعادة طول الطرف المتضرر وعلاج العرج الذي يؤثر على الحوض وأسفل الظهر، مما يساهم في تحسين جودة حياة المريض.

وبالنسبة للتكلفة، فإن عمليات التطويل باهظة الثمن، يعود ذلك إلى تكلفة جهاز التطويل والتي تعتمد على نوع الجهاز المستخدم، سواء كان أوروبياً أو هندياً أو صينياً، بالإضافة إلى ذلك، تتأثر التكلفة بخبرة الطبيب وتكاليف المشفى الخاص، وبالتالي، يتطلب إجراء هذه العمليات استثماراً مالياً كبيراً.

ومن الجدير بالذكر أن أي عملية جراحية تحمل مخاطرها، بغض النظر عن مهارة الطبيب وخبرته، لذا، يجب أن يكون المرضى على دراية تامة بالمخاطر المحتملة ويستشيرون الأطباء المتخصصين قبل اتخاذ أي قرار.

من الناحية الدينية، أكد الشيخ عبد الجليل العطا، الباحث في التراث الإسلامي والمرجع الفقهي، أن هذه العمليات الجراحية جائزة شرعاً طالما أنها لا تعد تغييراً لخلق الله، فزيادة الطول تعتبر تحسيناً يندرج تحت عوامل النمو التي خلقها الله، ولا تعتبر تلك العمليات من التدخلات المحرمة التي تغيّر جوهر الجسد مثل تغيير الجنس أو تعديل الهيئة أو التلاعب بملامح الجسد والصدر والشفاه وتفريج الأسنان وما شابه ذلك.

في النهاية، يُذكر أن التقدم الطبي يوفر فرصاً للأشخاص لتحقيق تحسينات في مظهرهم وجودتهم الحياتية. وعلى الرغم من أن عمليات تطويل القامة تعد نادرة وتكلفة باهظة، إلا أنها تظل خياراً متاحاً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأطراف ويرغبون في استعادة طولهم وتحسين حالتهم الصحية والمظهرية.