في شوارع دمشق العتيقة، تتفوّق رائحة الحلوى والمأكولات اللذيذة على كل شيء، إلا أنه في الآونة الأخيرة، أصبحت أسعار مأكولات الأطفال تشهد ارتفاعاً مذهلاً، مما أثر سلباً على قدرة العائلات على شراء تلك الأصناف بكميات كبيرة، اليوم، يشتري الأهل كميات صغيرة فقط، تكاد لا تتجاوز جزءاً من الأوقية، لكن رغبة الأطفال في تلك الحلوى لا تعرف حدوداً.

سوق البزورية، واحدة من أقدم الأسواق في دمشق، ترسم صورة واضحة لتلك الظاهرة، فسعر الأوقية من السميري بلغ 16 ألف ليرة سورية، في حين بلغ سعر القضامة بالسكر والقباقيب 13 ألف ليرة سورية، أما الأوقية الواحدة من المارشميلو، فقد وصل سعرها إلى 20 ألف ليرة سورية، وسعر الأوقية من مختلف أنواع الجيلي بون بلغ 18 ألف ليرة سورية.

وسط هذه الأسعار المرتفعة، يحاول الأهل تلبية رغبات أطفالهم بأقل كمية ممكنة، وفي الوقت نفسه، يروي أحد أصحاب المحلات التجارية في البزورية قصة الإقبال المتزايد على شراء "الشطي مطي والجيلي بون والسميري" من قبل المتسوقين، يشترون حسب قدرتهم الشرائية.

ومن جهة أخرى، يدخل في إنتاج تلك المأكولات كميات كبيرة من السكر ومواد أولية أخرى، مما يرفع تكلفة إنتاجها على الشركات المصنعة، ومع ارتفاع أسعار هذه المواد الأولية، يتم تحويل هذا الارتفاع إلى المستهلكين من خلال زيادة أسعار المنتجات النهائية.

يتأثر الاقتصاد المحلي بشكل سلبي بهذا الارتفاع، إذ يعتبر قطاع الحلويات والمأكولات الأطفال من القطاعات الهامة، وبتراجع طلب المستهلكين عليها، يتأثر قطاع الصناعة والتصنيع والتجارة المتعلق بتلك المنتجات.