أخبار البلد

أسواق دمشق بلا فضة

post-img

شوارع الحميدية التي اعتدنا رؤية محلات الفضة تزين أركانها وجدرانها، خلت اليوم من هذه المعالم التي طالما ميزت الأسواق الدمشقية.

بينما كان السياح يتوقفون بإعجاب أمام واجهات تلك المحلات لينظروا إلى أحدث تشكيلات الفضة من سلاسل وخواتم وأساور، أضحت اليوم تلك المحلات شبه منعدمة بعد ارتفاع أسعار الفضة بنسبة 50% خلال العام الماضي لتسجل 18 ألف ليرة سورية للغرام الواحد، إذ تراجع الطلب بشكل كبير وأغلق العديد من أصحاب محلات بيع الفضة أبوابهم نهائياً.

لم يعد بإمكان أصحاب محلات بيع الفضة في أسواق دمشق تحمل الخسائر المتتالية، وبعد أن كانت تجارة الفضة مزدهرة ورابحة، أصبح اليوم شراءها من الزبائن وإعادة بيعها أمراً خاسراً، فيما دفعهم هاجس البقاء إلى التخلي تماماً عن حرفتهم التي ورثوها "أباً عن جد" والتحول إلى مهن أخرى، والأدهى من ذلك، أن أحد كبار تجار الفضة اضطر لترك مهنته والتحول إلى بيع الأحذية! إذ كان لارتفاع الأسعار مفعول الرصاصة التي قضت على تلك المهنة العريقة، مخلفة وراءها آثاراً اقتصادية ونفسية كارثية على أصحاب تلك المحلات.

تجدر الإشارة بشكل عام إلى أن سوق الأحجار الكريمة في سورية عموماً ودمشق خصوصاً، من الأسواق التي شهدت ركوداً خلال فترة الحرب، لتعاود نشاطها مؤخراً على الرغم من تباين الزبائن بين الباحث عن الحجر الأصلي، والراضي بالحجر المزيف أو التقليد.

مأساة حقيقية تعكس مدى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتأثيرها المدمر على العديد من المهن والحرف، مخلفة آثاراً سلبية بعيدة المدى، فهل سنرى يوماً ما عودة محلات الفضة إلى أسواق دمشق مجدداً؟ وهل سيتمكن أولئك التجار من استعادة مهنهم وأرزاقهم؟ أسئلة تبقى معلقة مرهونة بتحسن الأوضاع الاقتصادية، إن تحسنت يوماً!

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".