أخبار البلد

حتّى الجلود "ما سلمت"

post-img

يبدو أن توضيب الأغراض الشخصية في كيس "نايلون"، وارتداء "اللحاف" بدلاً من شراء معطف، هو الخيار النهائي لشعب لفظ أنفاسه الأخيرة من هذا الغلاء الجنونيّ، الّذي خيّم على جوانب حياته كلّها، فالارتفاع المريع لم يطل اللحوم فقط، فحتى جلود هذه اللحوم كان لها نصيب كبير.

للوهلة الأولى يصيبك شلل دماغي حين يتوافد إلى مسمعك أسعار بالمئات والألوف، والمبرّر موجود كالعادة، إنه الجلد الطبيعي يا أخي، محفظة نقود جلدية لا تتجاوز راحة اليدّ تبلغ من السعر 300 ألف ليرة، ومعطف شتويّ جلديّ يصل إلى المليون والنصف ليرة،أيعقل بأنها مصنوعة من خيوط الذهب أو الحرير؟

 وفي هذا الصدد، شهدت الحقائب هذا العام ارتفاعاً بنسبة 100%، لأي جزدان كان يباع بسعر 100 ألف أصبح سعره يتجاوز 200 ألف، ووصل سعر المعطف الشتوي ذي النوعية الجيدة نوعاً ما إلى نصف مليون ليرة.

ويرجع ارتفاع أسعار الجلديات في سورية، إلى غلاء المواد الداخلة في صناعتها من جلود وإكسسوارات، ناهيك عن أنّ هذه المواد مستوردة تخضع لسعر الصرف إضافة لعقبات النقل وارتفاع الجمارك، والرسوم الجمركية والمشتقات النفطية وحوامل الطاقة وانعدام الكهرباء، ممّا جعل الحرفيين يعتمدون على موارد أخرى كالمولدات و"الأمبيرات".

والسبب المهم في ارتفاع أسعار الجلد الخام هو قلة الذبح الناتج عن ارتفاع أسعار اللحوم، علاوةً على تراجع أعداد المواشي  نتيجة انعدام الاستقرار في فترة الحرب، وتعرضهم للاستهداف من قبل التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن انتشار الأمراض والأوبئة التي أدت إلى تراجع الثروة الحيوانية، ومن ثمّ تراجع نسبة الجلود المستخلصة منهم.

بعد أن كانت سورية الوجهة الرئيسة لصادرات منتجات الجلود إلى أعداد لا تحصى من البلدان، تغادر اليوم قائمة المنافسة مع أسواق دول الجوار، وتجد نفسها عاجزةً عن التصدير أمام هذا الارتفاع غير المعقول.

مقالات ذات صلة

داما بلاتفورم :

هي رحلة تتجاوز من خلالها الحدود التقليدية للإعلام ، منصتنا الرقمية التفاعلية تُقدم لك برامج متنوعة ومحتوى جريء يُلهم الأجيال الشابة ويستثمر في التحول الرقمي الإعلامي .

 

اكتشف معنا :

محتوى مُبتكر يُقدمه متخصصون في مختلف المجالات الإعلامية ، تجربة مستخدم فريدة تلائم تفضيلاتك.

 

لا تفوت الفرصة لتكون جزءًا من هذه المنصة الرائدة! انضم إلينا الآن وكن على تواصل مع العالم من خلال "داما بلاتفورم".