ليس غريباً أن تصلك وجبة "شاورما" من أخيك المغترب في كندا أو أي دولة أوروبية، إلى منزلك في دمشق، وبغضون دقائق فقط دون طيّارة أو سفر.
لا نتحدث عن سحر، لكن يبدو أنّ مفهوم "القرية الكونية الصغيرة" الّتي حققتها شبكات التواصل الاجتماعي طُبقت بكل فعالية، تاركةً خلفها المسافات الطويلة وصعوبات البعد والغربة. 
ولم تعد الحوالات المالية هي الهدية الوحيدة التي يرسلها السوريون لمساعدة ذويهم في هذه الظروف الصعبة، بل أصبح هناك تحويلات من نوع آخر تروج لها بعض صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المتخصصة بهدايا المغتربين والتي بدأت تتسابق في تقديم خدماتها بتوصيل مختلف أنواع الهدايا، من كل أنحاء العالم إلى الأهل في سوريا.
 لكن اللافت بالموضوع هو نوعية الهدايا الجديدة من سلل غذائية والأطعمة على اختلاف أنواعها من مشاوي ومأكولات بحرية إلى الحلويات والمشروبات وحتى تحويل الرصيد أصبح من بين قائمة الخدمات التي تقدمها تلك الصفحات.
وتظهر عبارات إعلانيّة في هذه الصفحات مثل "أنت بعيد والأهل بسوريا"، "ما تاكل هم أنت اطلب ونحن منوصلهم على باب البيت"، ممّا جعل هذه الصفحات تلقى إقبالاً بالفعل من معظم المغتربن الّذين وجدوا سبيلاً ليطووا مسافات البعد والغربة بينهم وبين أحبابهم.
وبحسب عدد من القائمين على إدارة هذه الصفحات، فإن هذه الفكرة تلقى قبولاً وانتشاراً واسعاً، فمثلاً شابّ من بلجيكا يرسل لأمه وجبة شاورما، وأب يرسل لابنه مشاوي، وآخر يرسل سلة غذائية.
حيث أكد عدد من القائمين على إدارة هذه الصفحات مدى قبول الفكرة وانتشارها، فمثلاّ شاب من بلجيكا يرسل لأمه وجبة شاورما، وأب يرسل لابنه مشاوي وآخر يرسل سلة غذائية.
وعن الآلية التي يتم بها توصيل الطلبات، يستلم القائمون على الصفحات الحوالة أولاً عن طريق شركات التحويل المرخصة، ثمّ يجهزون الطلب ويرسلوه للعنوان مع إضافة نسبة ربح عليه بحسب المنطقة الجغرافية وبعدها، بمقدار 15 إلى 20 بالمائة، وذلك بكلّ مصداقية. 
والجدير بالذكر أن هذا النوع من الهدايا لاقى رواجاً كبيراً في الآونة الأخيرة ما دفع بعض المطاعم والسوبر الماركت لتجهيز عروض مخصصة للمغتربين.