تشهد الأسواق السورية موجة غلاء جديدة، واضطراباً في حركة البيع والشراء، كما عزوفاً عنها في بعض الأحيان، خوفاً من قرارات ليلية محتملة.

وبعد القرار الليلي المعتاد لرفع أسعار المحروقات المخصص للآليات الذي صدر مؤخراً ، تخوف "السوريون المنتوفون" من تبعاته.
لكن التجار لم يخيبون ظنهم، وسجلت توقعات السوريون نجاحها بعد أن انعكس القرار "المدروس" على أسعار السلع الغذائية وغير الغذائية في السوق، إذ تسبب القرار في ارتفاع معظمها بين 15 إلى 25 في المئة.

وتحدث عدد من الباعة أن أجور نقل المواد من أسواق الهال والمعامل من المحافظات، حملها التجار والمنتجون على المنتج، وهم بدورهم حملوها على المستهلك، إذ "ليس من المنطقي أن يتحملوا تلك الأجور الباهظة وحدهم".

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت سعر المحروقات، حيث حددت مبيع سعر البنزين أوكتان 90 بسعر 9500 ليرة، والأوكتان 95 بسعر 12.430 ليرة.

كما عدلت الوزارة أسعار المشتقات النفطية الموزعة على القطاعات الخاصة، والتي تضمنت مبيع سعر المازوت "الحر" 10895 ليرة، ومادة الفيول 6 مليون و596 ألف و645 ليرة.

وتعيش سورية "كما العادة" أزمة محروقات، هي الأسوأ على الإطلاق، بالنظر إلى حالة الشلل التام التي أصابت القطاعات كلها، حيث شُلت حركة النقل والمواصلات خاصة في العاصمة دمشق وريفها ووصل التأخير في رسائل البنزين المدعوم إلى قرابة 50 يوماً، كما ازدادت ساعات القطع الكهربائي لتصل إلى 23 ساعة يومياً في معظم المناطق.
ورغم الوعود المتكررة بشأن زيادة المخصصات وضخ المشتقات في محطات الوقود، فإن أزمة المحروقات ما تزال مستمرة في التفاقم، ناهيك عن انعكاساتها على مناحي حياة السوريين الأخرى.